ضد العنصرية؟ خاصة ما تنساش تنظف قدام باب دارك..

Photo

أن تتموقع وتندد بالعنصرية في أمريكا وفي أوروبا فهذا واجب إنساني وسياسي لا يستحق الثناء... فتونس من أولى البلدان في العالم التي منعت العبودية... في القانون…

ولكن بقيت العنصرية ضد أصحاب البشرة "السوداء" في كل مفاصل المجتمع... وفي الكثير من العادات "المحافظة"... والتقاليد... وحتى لدى بعض الثقفوت.. وفي بعض الجهات...إلخ...

وبقيت معتم عليها في الإعلام وفي الموقف الرسمي وحتى في مواقف الأحزاب المعارضة طيلة عقود زمن الاستبداد.. وخرجت للعلن وأصبح يتحدث عنها إثر الثورة بفضل حرية التعبير والتنظيم...التي تحصل عليها أيضا المنتهكة حقوقهم طيلة قرون... وقوبلوا عامة ببعض الإهمال...وحتى ببعض الامتعاض من البعض!!!

ورغما عن ذلك... بقيت العادات والثقافة الشعبية السائدة والممارسات الدنيئة ضد "السود" على حالها...مثل الاعتداءات المتكررة على الطلبة الأفارقة... والتمييز ضد التونسيين ذوي البشرة "السوداء"...ولم تتغير جوهريا... في كل الميادين... حتى في اهتمامات واجندات السياسيين…

فهم في طاست مخهم لا يصنفون الموضوع من الأولويات... والحال أنه من أؤكد الأولويات لأنه يمس في العمق من جوهر فكرة المواطنة والمساواة في الحقوق بين المواطنين التي تأسست عليها مبادئ الثورة والدستور الجديد…

جميل منك أن تندد بالعنصرية في أمريكا واوروبا... لكن تكون أجمل لو فعلت ذلك باستمرار في عقر دارك...وحاصرت الظاهرة كمهمة مسترسلة في الزمان والمكان وفي كل المجالات المجتمعية والتربوية والثقافية والسياسية…

فالعنصرية متفشية في مجتمعنا... ويجب أن تكون مواجهتها في قائمة اجندات الحركات السياسية التي تناضل من أجل الدولة المدنية وحقوق المواطنة إن كانت حقا تؤمن بضرورة المشاركة في إرساء ذلك المجتمع ...ولا أن تتواكل في ذلك على المجتمع المدني... قداش منو؟

فمن منا قرأ ذلك مكتوبا حبرا على ورق في الأرضيات السياسية وبرامج الأحزاب السياسية كمهمة آنية للإنجاز؟ ومن منا قرأ مقترحات عملية في تلك الأرضيات متبوعة بمبادرات سياسية والنضال من أجلها جديا؟

مع الأسف الشديد... لا تقرأ أحيانا سوى بعض الجمل العامة اليتيمة في بعض الأرضيات وكأنها "لتبرئة الذمة"؟

جميل منك أن تندد بالعنصرية في أمريكا وأوروبا… ولكن نظف أيضا… وخاصة قدام باب دارك… حتى لا يقال عندك أنك تندد في الأصل بالسياسات الترمبية والحكومات الغربية ليس إلا..

فالتقدميون والديمقراطيون الفرنسيون مثلا تظاهروا بالمناسبة… ضد العنصرية في فرنسا… مع مساندة المتظاهرين الأمريكيين..

ولا تقل لي أن العنصرية نتيجة للنظام الرأسمالي النيوليبرالي… فهذا هراء للتهرب من المسؤولية… وتجاهل بتاريخ الإنسانية… وبتاريخك أنت خاصة… فهي في عقر دارك منذ القدم…ولا تتهرب خلف الجمل الطنانة…. لا يليق.. فهو توظيف…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات