من لم يذكر أمس في احتفال الزقفون ومن لف لفهم من المسار الإنقلابي على الإنتقال الديمقراطي.. هو الشهيد المرحوم البوعزيزي... وغيره من شهداء الثورة!!!
الكل يعلم انه لم تكن هناك ثورة في تونس يوم حرق نفسه في 17 ديسمبر.. بل تسبب ذلك في بداية احتجاجات شعبية من اجل الشغل والحرية والكرامة الوطنية..أدت في النهاية إلى هروب بن علي. وانطلاق مسار الإنتقال الديمقراطي الذي انتكس بالإنقلاب عليه في 25..
لكن من احتفلوا امس.. وهو يوم حرق البوعزيزي لنفسه....وعوض التظاهر رافعين صورته.. رفعوا صورة من لم يشارك في الثورة!!
أصحاب الأخلاق يرفعون في هذه الذكرى صورة الشهيد في كل مكان.. دون غيرها من الصور.. ويكرموه.. كما كان يحصل قبل الإنقلاب.
وأصحاب المبادئ يذكرون بشعار الثورة الذي رفع فيها من طرف الجماهير المحتجة.. شغل حرية كرامة وطنية.. الذي لم يتحقق بل وزاد الطين بلة في ظل سلطة الأمر الواقع للبني القاعدي..
كل هذا كان غائبا امس في الاحتفال الزقفوني!! .. بل رأينا شعوذة شعبوية هلامية ... تدعي صلفا الحفاظ عن سيادة وطنية غير موجودة... والسيادة الوطنية منهم براء...فقد زادوا من تبعية البلاد كما لم يحصل من قبل..
في الواقع هو تعبير وقح عن الفرح.. بالانفراد بالسلطة ومغانمها بدون وجه حق ... كما كان عليه الأمر زمن الحكم الفردي قبل الثورة..
فبحيث... يوم 14 جانفي الذي توج كل هذه الإحتجاحات وتضحية البوعزيزي وبقية الشهداء الذين لحقو به.. يجب أن يكون اليوم الذي يلتقي فيه كل من يعملون من اجل استئناف الإنتقال الديمقراطي.. من اجل تحقيق الاستحقاقات التي ضحو من أجلها.. وتخليدا لذكراهم..