ماناش كيفهم..

السياسة إما انها أخلاق... أو أنها مستنقعات.. ولا منزلة بين المنزلتين.. هل تساءلتم لماذا كره الشعب الطبقة السياسية برمتها.. التي حكمت وحتى تلك التي لم تحكم؟

لأنها كانت فيها الكثير من الممارسات التي تشبه المستنقعات السياسية بما تضمنته من وعود زائفة... وفساد انتخابي...و فساد اقتصادي... واستعمال مفاصل الدولة للمصالح الخاصة.. وتعميق الفوارق الإجتماعية...وحملات متبادلة للتراشق بالتهم والكذب والإفتراءت بين الخصوم السياسيين إما مباشرة او عن طريق الذباب المنظم الذي يهجم فجأة على الخصم كناموس المستنقعات عند الغروب... الخ..

ولذلك اختار الشعب مرشحا نظيفا ليس له برنامج... للتخلص من هذه الطبقة السياسية بدون التفريق بين هذا أو ذاك.. ولذلك أيضا فإن أغلبية الشعب الذي يريد.. ساندت الإنقلاب على دستور ديمقراطي... رغم انه مكسبا تاريخيا لها…

وهو الذي لم تعتبره تلك الطبقة السياسية مكسبا لها!!!! بدليل انها لم تعمل جديا على تطبيقه وتفعيله وإرساء مؤسساته كمهمة عاجلة ومتأكدة بعد سنه... بل ونجد جزء منها يهاجمه قبل تطبيقه... بدعوى ان النظام البرلماني لا يليق بالشعب التونسي.

والحقيقة ان ما يوجد في طاسة مخه يقول له بانه لا يليق باناه المتورم... بما انه تفرمت منذ حكم بورقيبة وبن على من بعده على تقليد الحكم الفردي.. الذي لم تتخلص منه كينونته العميقة.

ولو طبق الدستور بأكمله لما حصل الإنقلاب...ولكانت هناك عوائق مؤسساتية ومجتمعية تمنع حصوله...ولا يتجرأ احد عليه.... خوفا من العقاب المشين.

ولذلك كذلك فان جزء مهم من الشعب لا يزال يثق في المنقلب الملهم العظيم... لأن الصورة السلبية لتلك الطبقة السياسية لا تزال عالقة في مخيلته... لكننا نعرف جميعا...ان المنقلب النظيف... لا يمكنه ان يأتي بأزلام من المدينة الفاضلة او من المريخ لتأثيث حواشيه…

وإن هؤلاء من صلب تلك الطبقة السياسية وبالأحرى كانو نكرات ومن حواشيها... ولا يختلفون عنها... بل قل أتعس منها... لانهم ليس لهم تاريخ ضمن القوى الحية لهذه البلاد من أحزاب وجمعيات ونقابات فتعلموا فيها المستوى الأدنى من الأخلاقيات…

وزاد الطين بلة انهم بين ليلة وضحاها...وجدو أنفسهم في مراكز القرار... يتحكمون في رقاب الناس وفي حياتهم ومعيشتهم... فعاثوا استبداد وفسادا فيها.... كالجوعان الذي يعثر على كنز.. ولما تخاصموا على مراكز النفوذ والمصالح...انكشفت حقيقتهم اكثر... وأوراقهم الخفية للناس…

فبحيث.... هؤلاء تلك هي طبيعتهم منذ الساس... ولذلك هم من الشعبوية وإلى الشعبوية ينتمون... رباية ومعروف ان الشعبوية طبيعتها لمبنية في كل الأحوال.. وفي كل البلدان.

وبحيث... هي فرصة لمن يريد من الطبقة ان يسمو بخطابه السياسي... وأن لا ينزل لحضيض مستنقعهم...للتمايز الإيجابي عنهم في َمخيلة عموم الناس.... فالشعب الذي مج الطبقة السياسية لسلوكها من قبل... لن يرحمهم لما يكتشف أنهم من المستنقعات السياسية وإليها يعودون....لطبيعتهم الدفينة... ولأنهم كذبوا عليه كثيرا بالأخلاق السياسة الكاذبة وبالنظافة المزعومة... و لأنهم أتعس بكثير ممن كانو قبلهم في مراكز القرار...

وهذا يفرص عدم السقوط في التعرض للأشخاص... ولشخوص الخصوم وحياتهم الخاصة مثلما يفعلون... والنأي عن ترويج الإشاعات والتسريبات....فسيتكفلون بها وحدهم فيما بينهم. وكذلك تفادي السقوط في ترهاتهم إن مع هذا أو ذاك...فهي كلها ممارسات تنتمي للمستنقعات…

والمهم اليوم... هو تقديم صورة سياسية إيجابية عن معارضة الإنقلاب.. بتقديم الرؤى والمقترحات والبرامج الجدية والموضوعية في كيفية انقاذ البلاد... لتعطي الأمل للناس..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات