متلازمة ستوكهولم... معششة في عقول الكثير…

لا أحد يمكنه أن ينكر...وإلا فهو كاذب...ان بن علي كان مؤسس حكمه على الخوف من الحاكم...والحاكم هو بوليسه وقضاة التعليمات الذين كان يعينهم في مفاصل الجهاز القضائي.. ولما تجاوز الشعب الخوف واحتج .. وخصوصا فئة الشباب التي أعطت الجرحى والشهداء....هرب بن علي حتى لا يحاسب على جرائمه…

فكان من الواجب إرساء قضاء مستقل وأمن جمهوري ودولة ذات مؤسسات ديمقراطية... وإجراء العدالة الانتقالية التي تنتهي بالمصالحة... ولكن يسبقها كشف الحقيقة والمحاسبة والمصارحة والإعتذار…

لكن السقاط خربو العدالة الانتقالية.. بمختلف الوسائل والتجاذبات ومن مختلف الاتجاهات... فلم تكشف الحقيقة كاملة... ولم تحصل محاسبة... ورفضوا الإعتذار... والامن الجمهوري والقضاء المستقل لا نزال ننتظر إرساءهما كما يجب أن يكون في بلد ديمقراطي…

فبقي الخوف من الحاكم... لدى فئات واسعة من المواطنين... وغذته التجاوزات الكثيرة والمتعددة من طرف الجهازين الامني والقضائي التي تشير إليها في كل سنة وكل يوم تقارير المنظمات الحقوقية...والتي ينتج عنها كره هاذين الجهازين لدى شرائح عريضة من الشباب...خصوصا وان فئة الشباب هي التي تتعرض أكثر من غيرها لهذه التجاوزات…

فمن لم يرى مثلا شعار acab مكتوبا هنا وهناك على الحيوط؟

هذا الشباب وخصوصا الشريحة الأصغر عمريا التي لم تعرف سوى حرية التعبير بعد الثورة... والتواصل الاجتماعي فيما بينها واطلعت على تجارب شباب من بلدان أخرى ... خلافا لمن سبقها... وتعودت بالتالي على سلوك اجتماعي مغاير وجديد .. وجدت في طريقها من تفرمتو على سلوكيات الخوف من الحاكم…

وكان سلوكهم تجاهه بالخنوع والتقفيف وعند الاقتضاء القوادة.. لقضاء شؤونهم أو بعقلية إخطى راسي واضرب...أو وجدت في طريقها من تعودوا على نمط من السلوك الأبوي الكازرني المحافظ... الذي يفرض على الابن او البنت التمثل بالأب...

هؤلاء جميعا تظافروا على التهجم على هذا الشباب... لاختلافهم معه... فقاموا مع منسوب كبير من النفاق في إعطاءه الدروس..

ولكن إن كان من الممكن التواصل والتعارف من جديد...أي نعم من جديد... أن يفض الخلافات والإختلافات بالنقاش والصراع البناء مع هؤلاء الشباب بالنسبة لأصحاب السلوك الكازرني...فإنه يبدو أن من تفرمتو على َ الخنوع والقوادة واخطي راسي واضرب لا أمل فيهم...

لأنهم لا زالوا في زمن ما قبل العدالة الانتقالية لغياب المحاسبة وكشف الحقيقة والمصارحة والاعتذار...وربما حتى قبل الثورة....

فقبل الثورة كان هناك الكثير من التعذيب... الذي كان سياسة دولة... وكان ضحاياه بالآلاف... وحتى من لم يتعذب كان خائفا من الجلاد... ويحصل كثيرا ان الخائف من الجلاد يتقرب منه ويجعله قدوته ومنفذ رغباته... خوفا من بطشه او رضوخا لسلطته وإرادته... وهذا مرض نفساني يعالج بأخصائي نفسي ... اسمه متلازمة ستوكهولم... syndrome de Stockholm…

ان نكون مواطنين... أو نحاول... فهو يعني أيضا التخلص من مثل هذه الأوبئة.. التي تخلفها الأنظمة المستبدة في عقول الناس.. حتى بعد الثورات...

وربي يعفينا ويعفيكم…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
زكرياء
02/06/2021 02:23
هناك وباء أخر اسمه التصابي و لعب دور الفاهم