تخلطت وتجلطت معاني المصطلحات السياسية...في عصر الشعبوية...هههه

الخطاب الشعبوي الذي لا تختص به فقط التيارات الشعبوية...وأصبح عابرا أحيانا في جوانب منه للعديد من التيارات الأخرى...فاقم الضباب الذي أصبح يلف العديد من العبارات المستهلكة بكثرة في المجال السياسي...خصوصا منذ الإنقلاب…

فمن بين تلك العبارات ..التي تكاثر استعمالها في الخطاب السياسي لسلطة الأمر الواقع...وأصبحت مستعملة بهذه الكثرة فلا يخلو منها خطاب...وهي أيضا مستعملة من طرف بعض معارضته للرد عليها...نجد عبارات: مثل خونة...عملاء...غير وطنيين...فاسدين...محتكرين..الخ...هههه هههه … هذا علاوة على تشبيهات أخرى مثل ميكروبات...أو فيروسات...الخ من العبارات الجميلة. هههه هههه …

لكنك لما تريد فهم ما يقصدون بها..وما هو مدلولها عندهم...فلا احد من هؤلاء قادر على تفسيرها بطريقة منطقية...هههه هههه …

بل العكس..نجد مثلا من يتهم خصوما وهميين بإحتكار مادة أساسية معينة...وحجبها من السوق...وهو يشرف على سلطة تحتكر استيراد وتوزيع تلك المادة على المواطنين!! هههه … ونجد من يتهم خصومه السياسيين بالعمالة...وهو بالمكشوف يستجدي أموالا بمقابل سياسي... من نفس الدول التي يتهم خصومه بالعمالة لها...هههه …

ونجد من يتهمون خصومهم بالخيانة وبدون توضيح خيانة ماذا...هههه … والحال أنهم يدافعون على إنقلاب على دستور ديمقراطي توافقي... وافق عليه الجميع…

وبفضله وصل من وصل منهم للسلطة...وأقسم على المصحف في دولة شعبها يدين بالإسلام... على عدم خيانة الأمانة التي أوكلها لهم الدستور...والحال ان في هذه الحالة في المجتمعات التي فيها نخب تفكر...وشعب حر...فهذا مصنف على رأس قائمة الخيانات العظمى...هههه… والأنكى أننا نجد صنوف توافق على هذا.. من خارج من يقدمون الولاء للإنقلابيين الخ....!!!

فالشعبوية هلامية في المفاهيم التي تطلقها على الخصوم...لأنها في الحقيقة تستند فقط على القوة الصلبة في الصراع السياسي مع خصومها.. وتستعمل تلك العبارات الهلامية لتخدير الرعية...باللعب على جهلها لمفاهيمها الحقيقية…

وتلك العبارات الهلامية...ماعون خدمة...و تستعمل من طرف أولائك الجهابذة الشعبويين للتنكيل بالخصوم كطريقة وحيدة للصراع السياسي معهم... بوصمهم في شخوصهم...لأنها عاجزة على مقارعتهم في صراع سياسي مشرف حول مبادئ وقناعات...فالشرف والشعبوية خطان متوازيان لا يلتقيان... وهم يستعملون أيضا تلك العبارات الهلامية...لتأليب العوام ضد خصومهم...تلك الرعية التي لا تزال موجودة في المجتمع وترفض الإرتقاء لدرجة المواطنة...وشرف المواطنة…

وذلك لعجزهم على نقاش خصومهم...أو جدالهم في مواقفهم...لأنه عندئذ يجب علبهم الجواب بمواقف مغايرة... وخصوصا تفسيرها.. و"تخديم طاست المخ"...وهذا بعيد المنال عنهم... ههه …

وإن هم يعجزون عنه حسب رأيي المتواضع...فلأنهم ولو كانو من بين أصحاب الشهائد العليا ورأيت العديد منهم...فلأنهم تحصلوا عليها بالعنعنة والمحفوظات...ولا بتعويد "طاست مخهم" على التفكير والتحديث...ومقارعة الحجة بالحجة مما أصله في الواقع المعاش... ولا أتحدث هنا عمن يواجهون خصومهم بالمقولات المعنعنة التي قالها غيرهم في أماكن وأزمان أخرى..فتلك مصيبة أخرى…

ويقتصر خطاب هؤلاء على شتم الخصوم السياسيين... وسبهم. والإعتداء على كرامتهم الشخصية..التي يستحسنها العوام في المجتمع...وهو المستوى الصفر في قيم المواطنة…

ويذهب البلطجيون بالقول منهم (الذباب) حتى إلى الافتراء عليهم واختلاق التهم الكاذبة ضدهم...فيسقطون في جرائم النشر...كما يفعل البلطجيون المجرمون في الشوارع بفض خلافاتهم مع المختلفين معهم...بالاعتداء عليهم بالعنف المادي…

فبحيث...وملخر...هو في الحقيقة يدل عن عجز على نقاش آراء الخصوم ومواقفهم...بالرأي المخالف والموقف المخالف...وبتقديم الحجج لإقناع الجمهور العريض...سوى بتأليب الرعية ضدهم بشتمهم والإفتراء عليهم... وهي وسيلة مستعملة من قدم التاريخ...بسبب الجهل والتخلف وانتشار الأمية لدى الرعية…

لكنها بقيت...وأصبحت في عصرنا الحديث من خصائص الخطاب الشعبوي...في عصر المواطنة والحداثة والتفكير...واستعمال العقل..هههه …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات