حاميها حراميها... حاكمها ومافيوزيها…

Photo

قلتولنا المجتمع المدني حكايتو فارغة؟ لمن لا يعلم...فملف النفايات السامة تتحكم فيه المافيا الإيطالية، على الأقل في إيطاليا، ثاني شريك تجاري مع تونس.. فأمام بروز الحركات البيئية بقوة في أوروبا، أصبح التخلص من النفايات مسألة استراتيجية بالنسبة للحكومات... وللحركات السياسية في الإنتخابات... فوضعت سياسات للتخلص منها، وقوانين صارمة، وتشجيعات ضريبية واعتمادات كبيرة لإعادة تدوير النفايات…

ولكن يبقى دائما جزء مهم منها سام.. لا يمكن إعادة تدويره ويجب التخلص منه إما بالحرق أو بالردم... والردم أصبح من شبه المستحيل في البلدان الأوروببة نظرا للعراقيل القانونية التي وضعت أمامه، فكانت السياسية الانتهازية للحكومات الأوروبية التشجيع خلسة... على تصريفه خلسة في بلدان أخرى...بالتواطئ الخفي مع سياسيين فاسدين... وهذا يدر أموالا طائلة على من يتولون تلك التجارة…

واين توجد الأموال الطائلة توجد المافيا...فهيمنت على سوق تصدير النفايات الإيطالية... بعلم وغض للطرف من تلك الحكومات...وهو سقوط سياسي وأخلاقي...

ومن البلدان التي استقبلت هذه النفايات السامة الصين والهند والعديد من البلدان الإفريقية...ولكن الصين أكبر مورد مع الهند منعت أخيرا التوريد، خصوصا وأنها أصبحت أكبر منتج للنفايات في العالم... قضية نفايات ميناء سوسة كشفت أن تونس من بين البلدان الإفريقية التي استقبلت النفايات السامة الأوروبية... ومن المحتمل أنها الشجرة التي تغطي الغابة... وليست عملية التوريد الأولى…

و معلوم في كل البلدان التي استقبلت النفايات، أن هذا النوع من التجارة، يخالف الكثير من القوانين المتعلقة بالصحة العامة وكذلك قوانين حماية البيئة إن وجدت... وفي تونس هي موجودة... وبالتالي فإنها تستوجب تغطية سياسة من الطراز الثقيل... والفلوس عند المافيا كاينة...وهو شكل من أشكال التهريب المحمي من طرف شبكات متشعبة تخرق يوميا القوانين وتتعامل مع مراكز النفوذ... أو بغض الطرف عن جرائمها مقابل بعض اليوروات التي تساهم بها في ميزان الدفوعات...وبدونه يستحيل على تلك الشبكات اقترافها...

هذا ما فهمته فعاليات المجتمع المدني والصحفيين الاستقصائيين، فقامو بواجبهم المواطني بالاستقصاء والتشهير والإحتجاج ... ووضعو في الزاوية هؤلاء المافيوزيين من وسطاء وتجار وسياسيين... أما ما تلاه من فتح بحث واقالة وزير وهو المكلف بحماية البيئة!!!! والاحتفاظ به... في انتظار إسقاط كامل هذه الشبكة المافيوزية، فتلك من طببعة الأمور بموجب القانون... وإلا فإنه يمكن أن يشكل شبهات تعامل أو تغطية أو تعاون مع تلك الشبكة... ما ثماش قطوس يصطاد لربي...

وكما قلنا فما خفي يمكن أن يكون أعظم... وهو وارد جدا جدا..كما أنه وارد وجود شبكات محمية سياسيا مختصة في تصريف النفايات الأوروبية السامة في بلادنا منذ سنين...خصوصا بعد استشراء الفساد في مفاصل الدولة والطبقة السياسية الحاكمة منذ الثورة..

والبحث راهو يجيب...وديما يجب...لما يكون جديا...وخصوصا لما يكون هناك قرار سياسي.. وبالمناسبة... ألم تسقط الحكومة السابقة من أجل قضية تضارب مصالح في مسألة لها علاقة... بتصريف النفايات؟ مسألة النفايات هذه وعلاقتها بحماية البيئة.. و المافيات.. والفساد... بوبلي كبير... وبوبلي الغد أيضا... فأين انت أبها الرئيس؟ ألست تعلم بكل شيئ كما تقول؟ وأليست النفايات السامة المستوردة تهم الأمن القومي الصحي؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات