القضية اليوم يا أكارم.. أصبحت حقوقية بامتياز…

ما يحس بالجمرة كان إلي عفس عليها... والتفييش يعملو إلي ما عفسش عليها... ولي عدى حياتو في القطن بعيد عليها . القضية اليوم يا أكارم.. أصبحت حقوقية بامتياز... خصوصا وقت توضحت بصفة نهائية، مع الأمر نومرو 117 لصاحبه الدكتاتور الملهم العظيم، صاحب نظرية الميكروبات التي يجب القضاء عليها…

فحتى بن علي ربي يرحمو... كان حاشم ما يتجرأش يقولها... رغم انو كان يعمل فيها وهذا الشمولي يعمل فيها ...وزيد يقول فيها يا بوڨلب كل يوم... بكل وضوح. الحكاية هاذي يا أكارم... راهي بسيطة جدا....

وكيف ما قلنا أصبحت واضحة كوضوح الشمس يوم 22 بالصاروخ 117...إلا ربما العميان ما شافوهاش... ولاّ عاملين فيها بلاش مرايات. و رغم أنها واضحة أيضا من خطبه العصماء المتخلفة تاريخيا وحضاريا... فهم لا زالو لا يعلمون!!!!!

فهل أنهم لا يعلمون... أو يعلمون ويتجاهلون ويتهربون؟ زعمة الطلاسم عملت فيهم؟ يا والله أحوالهم. خاطر إلي موش عاطيونو أهمية الميضوع... أنواع…

هوما برشة منظرين "متسيسين" يدافعو على مواقف حوانيتهم ... أو "منظرين"بما تجمع من توجه سياسي غير مواطني وغير ديمقراطي في طاست أمخاخهم... او لأن قضية الديمقرلطية وحقوق المواطنة وحقوق الإنسان موش عاطيينها أهمية...أو لأنهم مجرد أزلام استبداد... أو لأن الإخشيدي انقلب في الظاهر على الغنوشي وهو في الحقيقة وبينو بالأمر نومرو 117 انقلب على الديمقراطية وقيم الجمهورية والمواطنة ودولة القانون والمؤسسات وهوما مازالت الطلاسم تغطيلهم في بصيرتهم عن نواياه الحقيقية ... الخ.

إلي موش فاهمينو هاذم يا أكارم ... او فاهمينو وعاملين فيها موش فاهمينو.... أن أولائك الذين سحقهم استبداد بن علي كمواطنين... رافضين اليوم يرجعلو ولو على جثثهم ... وخصوصا رافضين تتعرضلو ذريتهم كيفهم ...الكبدة تعمل راهي…

يا كبدي يا حشدي إخشيدي... رد بالك منهم... حتى بن علي راهو هرب. ولي يعارضو في الإنقلاب ويتظاهرو سلميا... راهم انتماءاتهم السياسية متنوعة...خلافا لما تروجه الدعاية الإخشيدية الذبانية الكحلة... فتصنفهم صلفا وهي تعلم أنها تكذب.. غنوشيين او في خدمة الشيخ....ذبان أكحل... وهو ذبان عندو ڨرربات وصفحات مجهولة المصدر والتمويل... ويلزم يتحل فيها بحث....قالك الشعب يريد.. شيئ يضحك.

والحمقى كالعادة يعنعون عليهم...

صحيح أن أغلب هؤلاء كانو منتمين لحركة النهضة زمن بن علي... وجزرهم الجلاد بسببه....وأغلبهم ساندو الغنوشي بعد الثورة... ولكن الكثير منهم غادرو السفينة بعد أن مارست النهضة الحكم خلال العشرية المنقضية...وهذا رايناه بالحجة في تدني نسبة المقترعين لها من انتخابات لأخرى ومن الإستقالات المتتالية....

وهؤلاء مواطنون تونسييون مثلنا بنفس الحقوق والواجبات كما يقول الدستور المنقلب عليه ....ويريدون ان يقع التعامل معهم كمواطنين مثل غيرهم من المواطنين.... خلافا لما يروجه الحمقى في السياسة... الذين يحددون مواقفهم مثل بن علي بمنطق الإنتماء السابق... وأكثر منه حتى يا بو ڨلب "بتحليل" عشائري صبياني متخلف من قبل التاريخ المعاصر..الذي لا يعتقد أن واقع الناس المعاش هو الذي يحدد وعيهم وليس العكس ...بمنطق الإنتماء للقبيلة والأصل والفصل الذي يبقى مدى الحياة... وهو "تحليل" من العصر الإقطاعي.. لما قبل الحضارة الحديثة .

كل من يعارض الاستبداد اليوم.... هم مواطنون تونسيون... وهم من مختلف المشارب السياسة، والدليل انهم يختلفون في كيفية مواجهته.... ولكنهم يشتركون في انهم عاشو نفس الاستبداد زمن بن علي في اجسادهم وحريتهم.... بالتعذيب والمحاكمات الجائرة، وتجويع عائلتهم.... والإعتداء اليومي على كرامتها كمواطنين، وانتهكت حريتهم وحياتهم الخاصة، وشردت عائلتهم وأبناءهم وبناتهم..

هؤلاء وهم من مختلف العائلات الفكرية والسياسية، عاشو عشرة سنوات من الحرية، استرجعو فبها كرامتهم الإنسانية كمواطنين في مجتمعهم....وهم يواجهون الإنقلاب اليوم حتى لا ترجع بهم عجلة التاريخ للوراء ويعيشون مجددا نفس المحنة...

هؤلاء هم الذين يقولون اليوم انهم غير مستعدين ان يعيشو نفس المآسي من جديد، مع دكتاتور جديد...وكل بطريقته.... خصوصا وأن هذا الدكتاتور اليافع... يمكن أن يكون أتعس من زمن بن علي.... لأنه يحمل فكر شمولي متخلف عن عصرنا... وبطريقة متدوعشة بالعنعة عن السلف... ويعمل على تطبيقه...باستعمال أجهزة الدولة المادية... بعد أن تمكن بها...ويشطب من لا يصفق له... فيبعثه لكتب الجغرافيا ولا يعترف بوجوده ... في حين ان بن علي كان مجرد دكتاتور فاسد لا يهمه سوى ان تتركه يسرق... ولا يقمعك إلا لما تفضحه...

هؤلاء جميعا يشعرون بهذا الخطر اليوم... لأن لهم تجربة حالكة في كينونتهم مع الاستبداد....فيقولونه... كل بطريقته.... ولكن يقولونه جميعا…

هؤلاء يا أكارم يعدون بعشرات الآلاف...ومع عائلاتهم بمئات الآلاف..وهم حجرة عثرة ضد رجوع الإستبداد...وهم الذين سيفشلونه... لأنهم كثيرون ومواطنون أحرار... على خلاف ما يعتقد الحمقى المساندين للإنقلاب. وزيد على ذلك... فهم من النشطاء السياسيين المتمرسين، أصحاب تجارب ضد الإستبداد... وليسو من المواطنين العاديين...

وهؤلاء، خلافا للهرطقة السياسية للنظروت والمتسلقين، سيدافعون عن جلدهم، وعن حياتهم، وخصوصا عن مستقبل أبناءهم.. والدليل عن ذلك... هو الشعار الرئيسي المرفوع... دستور حرية كرامة وطنية"...ذلك الدستور الذي ضمنت فيه حقوق المواطنة والتداول السلمي على السلطة كما هو الأمر في كل الديمقراطيات العصرية ضد الاستبداد والشمولية وحكمهما الفردي.. ورفع العلم الوطني دون سواه... وترديد النشيد الوطني... و المطالبة بالحريات ونفس الحقوق لجميع المواطنين مهما كانت الخلافات السياسية.. الخ..

وهؤلاء لم يستجيبو لطلب رئيس المجلس النيابي غداة الإنقلاب لما طالبهم بالمجيئ للإعتصام فرجع لمنزله يجر نعال الخيبة... وهؤلاء الذين يدافعون عن جلدهم... غير منتظمين في أحزاب في أغلبيتهم العريضة جدا... وهذا نراه من الشعارات التي يرفعونها، فلا هي تطالب بإرجاع المجلس على حالته، ولا بإرجاع الغنوشي إلى كرسيه فيه.... خلافا لما تدعيه صلفا الابواق الإخشيدية الذبانية، التي سقط الكثير في عنعنتها...عندما يدعون من افواهم العطرة ان معارضة الإنقلاب هدفها إرجاع الغنوشي لمنصبه في المجلس، أو المجلس كما كان عليه...و بالنسبة لبعضهم لغرض في نفس يعقوبه.

فبحيث.... لقد كان على منظمات المجتمع المدني ان تطلق وتقود هذا الحراك المواطني وتتحمل مسؤوليتها وسبب وجودها. ..على الأقل منذ ان توضوحت النوايا الإخشيدية بدون مواربة يوم 22 سبتمبر، دفاعا عن قيم الجمهورية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان ودولة القانون والمؤسسات الديمقراطية..

ولكن مع الأسف تخلفت... ويبدو أن التجاذبات السياسية التي تنخر بعضها، حال دون قيامها بواجبها في هذهَ اللحظة المفصلية من تاريخ البلاد، فاكتفت ببعض البيانات اليتيمة...وكأنها تتبرأ من المسؤولية بواسطتها... وهذا لن يكون...

فهل فاتهم القطار؟

وبحيث...يلزم ديما نرجع ونقولها.... واقع الناس هو إلي يحدد وعيهم...و موش التفييش والخزعبلات التنظيروية للثقفوت النظروت.... فذلك خراب الأوطان.

خاطر إلي يحلل بها المسلة...يمكن ان يخطأ أحيانا في تقديراته... خاطرنا موش أنبياء. ولكن من يحلل بدونها... يخطأ عادة... وربي يجبرلو.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات