يا بوڨلب... لا يزالو يفتشون عنه.. في كتب الجغرافيا

يقول البعض اليوم أن الحوار سيكون بين المنظمات... وأنه ليس هناك اتفاق بينها لحد الآن على تشريك الأحزاب فيه من عدمه... ويقال انهم لا يزالون يتناقشون في الموضوع.. وكأنه ليس من تحصيل الحاصل وأكثر من ذلك... فهم يقولون ان مخرجات هذا الحوار ستعرض على المنقلب على دستور الثورة... مدمر ومخرب كل شيئ ممكن من مكاسب الثورة بعد الإنقلاب... فحتى الثورة فسخ عليها بجرة قلم.... وكأنه لم يرفض قبولهم للحديث معهم في البني القاعدي.. منذ انقلابه وعليه.. يكون من الضروري التذكير ببعض الأمور الأبجدية... وهي تدرّس في مادة التربية المدنية في التعليم الثانوي.

ماذا نفعل؟...سنرجع دائما للأبحديات... عندما تتكاثر التجاذبات والمصالح...والدمغجة على الشعب الذي لا يريد... على حساب مصلحته ومصلحة الوطن. فلا دولة ديمقراطية بدون أحزاب تتداول على السلطة في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة.. وإن رفضت الأحزاب مخرجات الحوار المقصية منه.. والتي تتفق عليها المنظمات بينها وهي ليست طرفا في الإنتخابات... وإن قاطعت تلك الإنتخابات كما فعلت مع المجلس القيسوني المزيف للإرادة الشعبية .. فكيف ستنفذ مخرجات هذا النوع من الحوار الإقصائي؟

تحقيق تمثيلية السيادة الشعبية تكون عبر مؤسسات الدولة الشرعية...ويكون ذلك عبر عقد اجتماعي بين القوى الوسيطة في المجتمع... وهذا مثلا كما حصل عندنا في دستور الثورة لسنة 2014.. بالحوار الوطني الذي أشرفت عليه المنظمات وشاركت فيه كل الأحزاب الممثلة في المجلس التأسيسي..

فإذا اقصيتم الأحزاب عن المشاركة في الحوار للإتفاق مع المحاورين على خارطة طريق تلزمهم ويلتزمون بها.. وهي عماد الدولة الديمقراطية بالتداول على الحكم في إطار الشرعية الدستورية ... خلافا لمنظمات المجتمع المدني التي هي قوي اقتراح وضغط على السلط القائمة ولا يعنيها الحكم... فكيف لا يكون هذا النوع من الحوار حوارا صوريا بين من لن يكونو في سلطة ما بعد التخلص من أزلام الإنقلاب للبني القاعدي... الذي تهدفون إليه... ولا تصرحون به... والقيسون "شالق" بكم؟

المنقلب على الدستور لم يطبق الفصل 80 من دستور الثورة... بل طبق عكسه تماما.. للإنقلاب على دستور الثورة... وكما يقول المثل الشعبي معيز ولو طارو... وللإعلام.. فإني غداة خطاب الإنقلاب... آطلعت عليه تلميذا يدرس في الثانية ثانوي (الخامسة قديم) كان قد سمع خطاب المنقلب على الدستور... فقال لي: "موش هذا إلي قالو الرئيس"

وهذا يعني ان من ساندو الانقلاب.. كانو من المساندين للإنقلاب على دستور الثورة وهم يعلمون...إلا إذا لم يصلو لنفس الدرجة العلمية وذلك التلميذ. وعليهم اليوم ان لا ينسو ما فعلو في حق تونس ومكاسب الثورة... وان يتواضعو.. وشكرا لكل حزب عارض الإنقلاب ويقبل بالتحاور معهم من أجل تونس.

فبحيث... فإذا أصبح اليوم الجميع متفقا على ان صاحب البني القاعدي.. الملهم العظيم... انقلب على الدستور من اجل تكريس البني القاعدي لا غير... بعد أن تاهو في الإدعاء بأنها إجراءات تصحيحية ولا احد يعلم إلي اليوم تصحيح ماذا...فكل منهم يغني على ليلاه ويعتقد ان بويضاته فوانيسا... فكيف لهم والواقع اثبت انه إنقلابا على دستور ديمقراطي لفرض دستور لحكم فردي استبدادي ومقاصدي ورجعي متخلف تاريخيا عن مكاسب دولة الإستقلال ومكاسب الثورة... كيف لهم ان يضعو شروطا على من لم يتورطو في هذا الإنقلاب؟

وبحيث... المنقلب على الدستور قال لكم... وأعاده على مسامعكم... وكلما سنحت له الفرصة ... انه لن يتحاور معكم مطلقا حول مشروعه للبني القاعدي ...وهو رفض حتى اخذ مقترحات أزلامه ممن عينهم لتقديم مشروع دستور له...

فلماذا تدعون انه سيتحاور معكم؟ من انتم تغالطون؟ أليس الشعب الذي لا يريد؟ وبحيث... َإذا كان هذا هو الحوار المنشود ...فكيف لا يكون حوارا صوريا؟ وخصوصا انه سيكون غير ذي موضوع.. فهل ستتواصلون الدمغجة به على الشعب الذي لا يريد؟ وهذا سيزيد في تقطيع الوقت. َ... وتازيم وضع سياسي واقتصادي واجتماعي لم يبلغ لدرجة من هذا القبيل... من قبل.

وبحيث... هذا يعني فقط... انه لم يطرأ تغييرا في الطرح المساند للإنقلاب.. ولا يزال الجماعة متمسكون بما عُرض من طرفهم على المنقلب من حوار إقصائي لمن عارضو الإنقلاب.. فبعثهم يفتشون عنه في كتب الجغرافيا. فإلى متى سيواصلون يفتشون عنه فيها؟

ولي باش يقلي نعمل في السياسة وكذا... مع المنقلب على الدستور لتركيز بني القاعدي وتخريب مؤسسات الدولة وتجويع الشعب الذي لا يريد ... نقلو إلي منحاز للشعب...الشعب هو راس مالو... وموش المنقلب على استحقاقات الثورة…

ومن واجبو يخاطبو بخطاب واضح البوصلة... وموش متاع تكمبين مع المنقلب على دستور ديمقراطي ومشرف على سياسة اقتصادية واجتماعية تجوع فيه..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات