الصادق شعبان...احشم…

Photo

أولا...هل قدمت اعتذاراتك للشعب التونسي...ولضحايا الإنتهاكات الجسيمة بالآلاف عما اقترفته آلة بن علي من فضاعات لا إنسانية؟

أنت لم تكن مسؤولا رسميا أو وزيرا في وزارة ليست لها علاقة مباشرة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.. بل كنت مسؤولا مباشرا...مشرف ومنسق ومقرر ومبرر... لتعليمات سيدك وولي نعمتك الذي عينك في المسؤولية... المجرم والفاسد الكبير بن علي...لتقوم بالمهام القذرة... كنت منها...وإليها...لا غير…

ألا تتذكر أن بن علي كان يستعمل التعذيب بصفة منهجية ضد المعارضين السياسيين من كل الأطراف السياسية والمجتمعية... وضد المتهمين في قضايا الحق العام...وعلى حد السواء…

وكان ينظم المحاكمات الصورية الجائرة لهم ليضعهم في السجون اين تتواصل معاناتهم من تعذيب واهمال صحي وعقوبات جائرة لما يطالبون بأبسط حقوقهم المعاشية.... ولا أتحدث هنا عن كرامتهم الانسانية التي تداس يوميا طيلة بقائهم في السجن وبعد خروجهم منها؟

ألا تتذكر ان بن علي عينك "مسؤولا" رسميا عن حقوق الإنسان...في احلك فترات القمع والتوحش الذي مارسه... وكنت تتنقل بين العواصم الغربية وتستقبل الصحفيين الغربيين...لتكذب عليهم وتدعي صلفا وبكامل وقاحة الماسك بسلطة القمع... ان التعذيب الممنهج في تونس غير موجود...وإن وجد فهي حالات قليلة جدا... وانكم تحاكمون من اقترفها…

وتكذب وتدعي ان قضاء بن علي كان مستقلا ... وان المحاكمات كانت عادلة..إلخ... وتكذب وتدعي ان الحقوقيين مثلي يكذبون...لأنهم كانو يشهرون بهذه الفضاعات التي لا تختلف جوهريا وفي العديد من ممارساتها عن إدارة التوحش الذي مارسته الدواعش حديثا...لأن حكمكم كان مثلهم مؤسسا على خوف الرعية من "الحاكم"...وليس على حقوق وواجبات المواطنة...ودولة القانون…

ألا تتذكر يا صادق (؟) يا شعبان (؟)...أنك كنت مشرف على وزارة العدل؟ وأنك كنت مشرف على السجون؟ هل تريد أن اذكرك بالقضايا الصورية الكثيرة التي لفقت وأنت الفاطق الناطق في وزارة العدل... وتسدي تعليماتك المباشرة وغير المباشرة للنيابة ولرؤساء الدوائر؟…

وهم كانو لا يستطيعون مخالفة رغباتك...فينكلون بالمعارضين لبن علي...وحتى بالمغضوب عليهم ممن خدموه؟ ألا تتذكر لما كنت مسؤولا على السجون...كم عذب فيها من سجين...وكم مات منهم من جراء الإهمال الصحي المبرمج...لأنك كنت عالم بذلك ورفضت تغيير الأمور...رغم مناشدات الحقوقيبن؟

هل يأتيك نوم لما تتذكر ما اقترفته؟ وهل يمكنك أن تنام في كل ليلة وأنت تعرف ما اقترف من جرائم وفضاعات ضد مواطنين عزل...وانت المشرف على الجلادين الذين اقترفوها...وتعلم بكل ما اقترفوه؟

لما قرأت تدوينتك "دفاعا" عن سليلتك موسي...انتابتني دهشة كبيرة...لوقاحتك...لأنك لم تكن تقصد ان تشهر بالعنف الذي مورس ضدها لأنه مخالف لمتطلبات المواطنة والمجتمع الديمقراطي...الذي ندد به كل الحقوقيين والديمقراطيين...كما فعلت انا...وفعل الكثير غيري…

فلم يكن هذا مقصدك...بل إنك اعتبرته "اعتداء" على التجمع…

فتطاولت هكذا على مكاسب الشعب التونسي الذي تخلص من قمع التجمع....وفساد التجمع...واستبداد التجمع...وجرائم المسؤولين في التجمع الذين كانو في نفس الوقت يشرفون على الأجهزة التي اقترفت الجرائم الجسيمة الشنيعة ضد مواطنيين تونسيبن...وأنت كنت منهم…

ولأنك هددتهم بأنه سيرجع...طبعا بجرائمه الجسيمة وطبعا بفساده بالتبعية... بما يعني ان ما قلته كان في الأصل ضد حقوق المواطنة وحقوق الإنسان والمبادىء السامية المضمنة في دستورنا الجديد...وهو قول قذر…

انت لا تؤمن بالحرية والديمقراطية حتى تدعي مناهضة العنف...يا شعبان...لأنك ابن نظام العنف والتعذيب ومبرره ومغط عليه.. لقد صنفتني شخصيا في الماضي...مع زميلاتي وزملائي المحامين والحقوقيين الذين تطوعوا في قضايا الحريات دفاعا عن حق كل تونسي مهما كانت أفكاره في محاكمة عادلة وفي حرية التعبير والتنظم والإجتماع...بالمناوئين للنظام وبالكذابين لأننا كنا مناوءين للتعذيب المنهجي والمحاكمات الصورية الجائرة...وقمع الحريات…

ماذا كنت تنتظر من مواطن مثلي ان يكون موقفه لما يقرأ تدوينة منك...تحمل كل هذا الصلف وهذه الوقاحة؟ لا اعتقد انه قد ضربك مرض الالزمهاير...فنسيت...لأن هذا المرض يبتدا عادة بالذاكرة القريبة ثم ينتقل بعد سنين للذاكرة البعيدة...وانت ذاكرتك القريبة لما حصل لابنتك الروحية موسي اتطنطن…
ولذا احشم...واحترم ضحاياك...ولا تهددهم بنفس المصير…

وإلا فإني سأنشر لك ملفاتك القمعية...النتنة…


*أنور القوصري :نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سابقا..مكلف بمرصد حقوق الإنسان والحريات...ومتعهد بملفات الإنتهاكات...زمن بن علي..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات