اليعازر المنبعث من قبره برائحة الموت وعفن الدود " نخبة التوزيع الراحل"

Photo

وألحت المرأة الناصرية على يسوع ان يحيي حبيبها من قبره. حاول يسوع بلا جدوى ان يثني المرأة عن رغبتها. كان يريد ان يبقى حبيبها ذكرى جميلة في اعماق القلب لكن اصرارها اجبره على تلبية رغبتها ...حين عانقت الحبيبة اليعازر المنبعث من قبره كانت اشياء كثيرة قد ماتت في اليعازر وكانت رائحة القبر وخيوط العنكبوت تنهي ما بقي من عطر ذكراه في قلبها ...عندها أدركت جنون رغبتها اذ قتلت اليعازر في قلبها نهائيا ....

في حقبة الاستبداد كانت " دولة التوزيع الغنائمي " تحدد الوظائف والادوار والوجاهات في السلطة والثروة والانتاج الرمزي حكما ومعارضة ضمن لعبة التقسيم الجهنمية..

سقط الاستبداد وانتهى احتكار التوزيع ...تكفل الصندوق الديمقراطي بشكل متدرج في اعادة التوزيع السياسي ويتقدم التاريخ رويدا رويدا في فرض التوزيع الجديد للثروة ...انتهى تمعش الكثيرين من القسمة الموجهة لأدوار الحكم والمعارضة وانحنت العميقة نفسها لحتمية التوزيع الجديد وانخرط كثير منها في اكراهات الجديد الذي تفرضه حشود الشعب المتحررة ...حتى الدفاع الاجتماعي بدأت تتشكل من اجل لعب دوره قوى جديدة في مجتمع مدني ناهض يتشكل من جديد لإعادة توزيع سلطة الاعتراض والطلب …

النخبة الرمزية المستفيدة وحدها من التوزيع القديم للوجاهة في مجال " الاكاديميا " وانتاج الافكار والفن والابداع الموالي او " المتنكر في لبوس الاعتراض الوظيفي " ضمن قسمة تفرضها السلطة …هذه النخبة التي ارتعبت من ثورة حشود تريد اعادة توزيع كل شيء …هذه النخبة حاولت وتحاول بكل جهدها التمسك باحتكار " المجال " …كان الاعلام التقليدي سلاحها الوحيد المتبقي في الذب عن مكانتها ودورها …

لكن للتاريخ حتمياته …كانت هذه النخبة الوظيفية القديمة و هي تحتل مكانها المبجل في اعلام تقليدي يتحرك بدوره نحو الثورة تبدو مثل ليمونة معصورة الى حدود القشرة فلا تنتج في المجال المتاح لها غير مرارة قديمة لم تعد لذة للشاربين …كانت تبدو مثل المومس العجوز العمياء كما رسم ملامحها نزار و السياب و كما صورها محفوظ في واقعيته التسجيلية الموغلة في كشف الفضيحة …و بين اعلام تقليدي يخجل رويدا رويدا من نخبة تتلاشى بلا شرف و اعلام جديد يتقن جيدا تعرية العورة تبدو هذه النخبة العاجزة عن التجدد في اجلى صور هذيانها الخريفي مثل باطريارك غارسيا ماركيز تلوك ذكرياتها البليدة التي لم تعد تمتع احدا و تنشر توترها من نخب جديدة متألقة تفك الحصار عن نفسها رويدا رويدا في مجال الفن و الابداع و انتاج الافكار جديدا يولد من رماد وطن ينهض مثل العنقاء ….

لو تركت الحبيبة اليعازرها يرقد مطمئنا في قبره لتكفل الدود بإنهاء القصة بعيدا عن الاعين لكن الاغبياء يصرون ان نرى نهاية فضيحتهم على الهواء وهم يدافعون عن قلاع اكلها السوس مثل رقعة على جدار الكعبة …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات