قمم قمم .. النظام الرسمي العربي مات وشبع موتا منذ عقود…

ليس ابشع من رداءة هذه "القمم القمم" الا رداءة ابوالغيط وهو يصف الان بالطماعين اعلاميين عربا حريصين على افتكاك بعض التصريحات لمؤسساتهم الاعلامية من حكام لا يقولون الا ثرثرة بعيدة كل البعد عن هموم شعوبهم التي انهكها الهوان بين الأمم .

ماذا تعني قمة لما يسمى بجامعة الدول " الناطقة بالعربية " بالنسبة الى شاب عشريني او ثلاثيني او حتى اربعيني في احدى هذه الرقع الارضية الموزعة على ما يطلق عليه " العالم العربي " الملقى بين ماءين من محيط الى خليج ؟

لاشيء …لولا بعض هذا الاهتمام الذي يبديه بعض ابناء جيلنا المقبل على شيخوخته بعد فترتي شباب وكهولة محبطين .

هذا " الوطن العربي " يمثل منذ قرون " قلب الأرض والعالم " بما يحويه من ثروات و ما يحتكم عليه من معابر مائية لن يكون تواصل بين القارات لو تم اغلاقها او مقايضة فتحها بحق الامة في التحرير فضلا عن جغرافية موحدة و سكان يستطيع الواحد منهم ان يسير من مراكش الى البحرين دون ان يحتاج الى " مترجم " ودون ان يضطر الى تغيير نظامه الغذائي او عاداته و معتقداته وقيمه بما يجعل ساكنة هذه الارض بهذه الميزة "خطرا" كامنا مهددا لكل الامم لو فكرت يوما في "التحرر"واستثمار مقومات هذه الوحدة / المنحة الربانية .

وطن مثل مشغلا دائما لغرف الاقوياء في العالم منذ 1907 فزرعت فيه كيانا يفصل مغربه عن مشرقه ويمثل قاعدة متقدمة " لمراقبة " كل دبة نمل فيه و رسمت حدودا بين كانتوناته التي وضعت على راسها نظما تكفلت بقتل كل ارادة وطنية لدى شعوبها وجعلت تنقلهم بين حدودها في صعوبة نفاذ الجمل في سم الخياط .

لم تعش هذه " الجامعة " المسماة عربية عصرا تستطيع ان تفخر به الا شبه عشرية بين اوائل الستينات وبعض سنوات من السبعينات كان فيها بعض ما يمكن الحديث عنه ك" نظام رسمي عربي " يتفق كرها على بعض " المشتركات الجيوستراتيجية" لزوم التنفيس و اكتساب بعض الشرعية لنظم قهرية تابعة تحاول ان تجامل شعوبا مازالت تحمل بعض احلام " التحرر الوطني " والتشوف للوحدة .

بعد تسعينات القرن الماضي والى حدود هذه القمة تحولت اجتماعات هذا النظام المسخ المسمى عربيا الى مجرد ملتقيات بروتوكولية مهزلية يتبادل فيها كومبارسات رديئون خطبا بلا روح الا الدفاع على تموقعات وارتهانات رخيصة الاجر في محاور عالمية محتربة على مصالح اممها على ارض و حساب أمة دمرت مقدراتها واحلامها نظم الاستبداد والفساد والعمالة كما اخرجت شبابها نهائيا من مدارات امكانية الحلم على هذه الارض ليلقي بنفسه في محارق الارهاب او في غياهب البحار او في افيون الغيبوبة والعبثية الا من رحم ربك … اللعنة .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات