النهضة و الديمقراطية و كلاب الدم الذين لم يتوبوا

خطاب العنف و الكراهية و اعتماد سياسيين في برهنتهم الخطابية في البلاتوات على ما اقترفه البلطجية المأجورون ليلة 25 جويلية من هجومات على مقر حزب النهضة و نسبة ذلك الى " الشعب التونسي " دون ان يقاطعهم المذيعون او المحللون. و مواصلة اتهام حزب قانوني بالإرهاب دون ادلة قضائية و ترويج سردية المسؤولية الرئيسية للنهضة على كل ما يسميه خصوم الديمقراطية بعشرية الفساد :

هذا ليس نقاشا سياسيا ...هذا اسمه تحريض على الاسلاميين و دفع للحرب الشعبية عليهم ...نقطة الى السطر .

النهضة كغيرها من احزاب الاسلام السياسي خصوصا ، و كغيرها من الاحزاب الايديولوجية يسارا و يمينا عموما ، مدعوة الى مراجعات عميقة. و عميقة جدا و لا شك انها ارتكبت كثيرا من الاخطاء و خصوصا في علاقتها المهادنة للمنظومة القديمة.

و لكن ما تتعرض له النهضة من حرب اعلامية و سياسية ممنهجة و دائمة ليس نقاشا جذريا يصلحها، بل انه ليس اكثر من تحريض على اجتثاث مئات الالاف من التونسيين ممن لم يغادر حزبهم المرتبة الاولى الا في انتخابات واحدة من جملة ثلاثة تشريعيات دون حساب البلديات رغم عزوف الناخبين .

هذا الكلام ندفع ضريبته اتهاما و وصما من سقط المتاع و كلاب الدم و صغار الذمم بأننا "نهضاويين و لكن " او بأننا نخدم النهضة لنيل مقابل رغم ان هؤلاء الادعياء يعرفون طبيعة نقدنا الجذري للنهضة و يدركون بطبيعة الحال اننا لا نقول كلاما موضوعيا ينصفها الا حين تكون محشورة في الزاوية و نعلم انهم ، هم ، من يصطفون لنيل غنيمة الحكم معها مباشرة او بالضغط الكاذب حين تكون هي في فترة الرخاء لأننا لا ننقد فارسا سقط عن حصانه و لكننا نعف عند المغنم و نذهب للنقد حين ينصرف المرتزقة ممن يدعون معاداة النهضة الى محرابها لنيل الغنيمة حين تدور الريح و هذا امر تعرفه عنهم مطابخ السياسة .

الاسلاميون من عموم مواطني هذا البلد و دعنا من قياداتهم المتنوعة التي تخطئ و تصيب هم اصدقاء كثر فيهم الجار الوفي المستضعف و منهم اصدقاء مثقفون و نخبويون اكثر علما و حداثة من انصاف الجهلة و البدون سيرة …فيهم من كل انواع الشعب التونسي الطيب و لسنا معنيين بممارسات سياسات حركتهم و لن يقدر احد على اجتثاثهم من تربة هذه الارض التي تعرف من هو التونسي فيها حقا .

الخجل ليس ان ينسب لنا كلاب الدم الدفاع عن حق الاسلامي في التواجد بل و المشاركة في الحكم الا اذا اسقطته الصناديق فهذا شرف نعتز به و هو ما نقوله عن الدستوري و اليساري و اي اتجاه سياسي سنناضل من اجل ان ينال حقه في التنظم و التعبير و التداول على الحكم بالديمقراطية كلما مد انقلاب كريه راسه .

العار هو ان تكون انت يا وظيفي الاستبداد الازلي في صف الانحياز الدائم لكل مستبد يمد راسه في البلاد لتحني له ظهرك و تطلب منه ان يجتث لك خصمك و تتمنى لبلادك حتى ان تحترق بالاحتراب الاهلي كي يموت خصمك …هذا هو العار …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات