مشهد حزبي واضح ورئاسة يأول خطابها الراسخون في التنجيم السياسي..

Photo

بوضوح لا لبس فيه تتمترس الكتلة الديمقراطية (حركة الشعب والتيار الديمقراطي) ومن حالفها من الاصلاح الوطني وتحيا بمحاولة ترشيح موحد لرئاسة الحكومة في مواجهة مفتوحة مع حركة النهضة بل وباستهداف مباشر لرأسها الجالس على كرسي قيادة البرلمان وتحالفها الواقف وراء استهداف حكومة الفخفاخ. لسنا في وارد تعداد مبررات هذا الاستهداف لكننا ازاء موقف سياسي فصيح لا يحتمل تأويلات او تخمينات.

بنفس الوضوح تعلن الجبهة البرلمانية نفسها في مواجهة " العهد السابق " للفخفاخ وحلفائه اعلاه بما يفوق نسبة الخمسين زايد بعض الكسور بالمائة من مجموع نواب البرلمان وتضم النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة والمستقبل مع طيف من نواب بلا كتل. ومن المنتظر ان تقدم هذه الجبهة مرشحيها المشتركين إذا تواصل توافق اطرافها.

الفاشي المسمى دستوريا حرا يقف في مواجهة الجميع تصديا لما سمته رئيسته " ربيع الخراب " في موقف " سياسي " لا يقل وضوحا عن سابقيه يتجسد بشكل يومي في الزعيق البرلماني والاعتصامات الماراطونية والحرب اليومية المقدسة في مواجهة " تنظيم الاخوان " الذي كشفت عن وجوده تحقيقات وتحريات مركز امن هذا الحزب الذي لا يخفي تعبيره سياسيا عن القديم المخلوع في أبشع صوره.

مشهد حزبي واضح لا يحتمل تأويلات توضحه بشكل أكثر تدوينات وتدخلات قيادات الاحزاب وقواعدها التي تعلن مواقفها بلا تردد ولا ترمرم على عينك يا تاجر …

غموض وحيد يلف حياة سياسية ينقطع فيها النفس من فرط حركيتها التي لا تهدأ وهو موقف الرئيس قيس سعيد.. بمجرد ان يتكلم الرجل حتى ينطلق المفسرون وقراء الكفوف وضرابة خط الرمل لتأويل اتجاهات كلامه ...لا يشذ عن القاعدة حتى كبار السياسيين والكتاب. يقفون عند الضم والرفع وعند المد والادغام ويخوضون في الرمز والمجاز ويحللون الملامح والنبرة ويقفون عند مكان القول وزمانه واسباب النزول ومقاصد الكلم ويذهب كل الى غايته:

هذا يحذر النهضة من صواريخ الاخشيدي ويعلن توقع ساعة الصفر لانطلاقها مرفوقة بصوت القائد: انظروا اليها الان انها تحترق في عرض البحر ...

وذاك يبشر بالويل والثبور المفسدين في الارض ممن عجزت الثورة وادعياؤها سابقا عن ملاحقتهم بل وعقدت معهم الصفقات.

والاخر ينتظر سبابة الرئيس كي تدين المؤامرات الاجنبية ويختلف مفسرو الأحاديث في وجهة السبابة فيجعلها البعض " مشبرة " نحو اخوانية قطرية تركية ويراها اخرون منصوبة صوب اعداء الثورة من ابناء زايد وسلمان..

يختصم الجمع في قول الرئيس ...ولكن سؤالنا نحن العامة ممن نكتفي بظاهر اللفظ: هل تستقيم سياسة بنص نلاحق تأويله؟ ...يجيبنا الراسخون في العلم بابتسامة العارفين المشفقين علينا من جهلنا العامي: " هاهاها ...سترون ...ما كل ما يفعل يقال ...هاهي مرشومة هنا وتذكروني " ...ونرشمها وننتظر ....

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات