معنى ان تدافع عن الحرية والديمقراطية كخيار وطني استراتيجي للامة .

لنفرض جدلا ..جدلا يعني ...ان عشرية الانتقال الديمقراطي بعد هروب رأس منظومة الاستبداد هي عشرية سيئة بكل المقاييس فهل يكون البديل عنها مدح ومساندة العودة الى الحكم الفردي بالمراسيم او الحذاء العسكري او البوليسي ولعن الديمقراطية و الحرية و اتهام ثورة الناس بأنها جريمة ؟

لنفرض جدلا ..جدلا يعني ..ان النهضة والاسلاميين خطر داهم ...ارتكبوا كل الموبقات من فساد و ارهاب فهل يكون الحل هو في نقل المحاكم الى البلاتوات التلفزية و الاذاعية و تجريم القضاء و دعوة الحاكم الفرد الى الاستقواء بأدوات العنف الشرعي للدولة لإنفاذ احكام الخصوم عليهم بمساندة افسد خلق الله فكرا و اخلاقا من نخب وظيفية وتيارات ايديولوجية كانت دوما في صف نظم القمع العربي ؟

لتفرض جدلا ..جدلا يعني ان الثورات العربية تدبير اجنبي وان الشعوب التي اسال الاستبداد العربي دماءها منذ 2011 للدفاع عن عرشه هي شعوب غبية وخائنة فهل تكون السيادة الوطنية بتسليم حكم البلاد الى حشود منفلتة و اجهزة قامعة تكمم الافواه باسم وطنية كانت دوما حيلة نظم جثمت على صدور العباد والبلاد العربية عقودا فلا حققت تنمية ولا حمت اوطانا، بل هانت وخضعت للمستعمر القديم والجديد وطبعت وفرطت في الارض والعرض بجميع اطيافها نظما ملكية و جمهورية وعسكرية ومدنية ...جلادا يمسك جلادا كما قال مظفر ؟

لنفرض حدلا ..جدلا يعني ان من يعارض الانقلابات وينتصر للديمقراطية والحرية و يناضل من اجل ان يكون صندوق الانتخابات لا الانقلابات هو الفيصل بين المختلفين هو خائن ومرتزق و مدفوع الاجر فهل يجوز ان يهاجمه ويحكم عليه حاكم فرد متفرد يغتصب الشرعية ويسانده قوادون ابديون كانوا دوما اعوانا عضويين او موضوعيين لنظم الفساد والاستبداد ؟

لكن .....ماذا لو كان كل ما افترضناه سابقا خاطئا ؟ ..وهو خاطئ بكل تأكيد :

فالعشرية لم تكن كلها سوء والديمقراطية التي يجرمها الوظيفيون والفاشيون لم تكتمل ولم تستقر حتى نحاسبها و الاسلاميون هذبتهم الحرية ومازالت ستطورهم والنهضة ارتكبت اخطاء لا خطايا والثورات العربية هي زفرة شعوب مقهورة على امتداد عقود وهي تزعج الصه ا ي نة و عملاءهم اكثر مما تزعج الوطنيين ..

فهل يجوز لنا اذن ان نقول ان هؤلاء الوظيفيين الذين يبررون صباحا مساء ومنذ عقود للاستبداد و التسلط تارة باسم الوطنية وطورا باسم التقدمية واطوارا اخرى باسم تجريم الاسلاميين ..هل يجوز لنا ان نقول ان هذه القوى الوظيفية المفوتة تاريخيا هي العائق الاول قبل نظم الاستبداد في منع العرب من دخول عصور الحداثة السياسية ؟ ..نعم بكل تأكيد .

هل يجوز ان نقول انه لا سبيل لنهضة عربية قبل ان تصبح ايديولوجيا العصر العربي هي الديمقراطية والحرية و انه لا سبيل الى الخلاص من هذه الفاشيات المتخلفة الا حين ندرك انه لا سيادة ولا عدالة اجتماعية ولا اقتصاد وطني و تنمية دائمة الا ببناء دولة المواطنة ؟ مؤكد بلا شك .

وهل يجوز ان نحسم امرنا فنقول ان الديمقراطية رديف المق او مة و الوطنية وان الوظيفي الاستئصالي مجرد قواد و سليل للاستبداد وعونه و لا يمكن ان يكون الا عائقا رجعيا وعميلا يمنع تقدم الامة و تحررها ؟ هذا امر محسوم في عقلنا و وجداننا …

بالتأكيد هذا ما قلناه لهم دوما لذلك يكرهوننا اكثر من كرهم لضحاياهم الاسلاميين ...لماذا ؟ لأننا لا نتخذ تجاههم موقع الدفاع كما يفعل الاسلامي الذي يعمل على نيل رضاهم، بل نقف امامهم وقفة القاضي الفكري الذي يدينهم …

الوظيفيون اعداء الامة و اعوان الاستبداد والفساد مهما تكاذبوا فيما بينهم ...والديمقراطية وحدها هي الايديولوجيا الوطنية التحررية للامة. قف انتهى . سبابكم لنا تاج على رؤوسنا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات