المعضلة التونسية في صراخ الشعبوية و الفاشية و الوظيفية

المانيش انقلابي و لكن ...مخ الهدرة

من المؤكد ان " الثورة " و "الديمقراطية" و " الأحزاب" هي الان " مهزوزة السمعة" في وجدان عامة الناس نظرا لتعطل الانجاز و استشراء الفساد نظرا للضعف الذي تعيشه الدولة بعد التحولات الجذرية من منظومة مغلقة بحكم فردي و انضباط معمم و اعلام صامت الى لا منظومة مفتوحة و توزع غير عقلاني للسلطة بين الجميع و اشتداد صراع اللوبيات و الاشتغال الدعائي على الترذيل و تضخيم المعاناة و تهويل الوضع و هرسلة مشاعر الناس و امزجتها .

من المؤكد انه لا وجود لطرف سياسي يملك سمعة. تحوز اجماع الناس حوله على انه الممثل الجيد لقيم " الثورة " و "الديمقراطية" و مع اشتداد الاستقطاب الايديولوجي تصبح "النهضة " بماهي " الممثل الأكبر " للجديد المستفيد من الثورة و الديمقراطية الهدف الأسهل في الاستهداف بحيث يتحول كل تمسك بالديمقراطية و كأنه دفاع عنها . تجربة النهضة في التوافق مع القديم دون انجاز لصالح الناس جعل كل حديث عن حماية الانتقال الديمقراطي بمثابة دفاع عنها .

في المقابل و كنتيجة لهذه المفارقة الغريبة من اللافت للانتباه ان كل استهداف للنهضة باسم الثورة و مقاومة الفساد تماما مثل استهدافها باسم القديم الفاشي و استهدافها باسم شعبوية غامضة اصبح يتقاطع موضوعيا مع كل استهجان للديمقراطية و مدح الاستبداد .

تدافع على الانتقال الديمقراطي و احترام الاحتكام للصندوق فيتم الاشتغال على تيمة " مساندة النهضة " و لكنك حين تسأل و ما البديل عن ذلك ؟ يقابلك الصمت اولا ثم يكون النطق على طرف اللسان بأن نتائج الانتخابات ليست مقدسة ثانيا و في اخر حلقة من المسلسل تكون الاجابة واضحة بلا لبس و لا تزيين : الانقلاب على الديمقراطية …

تلك هي الجملة السياسية الوحيدة و الفصيحة التي ينتهي اليها ديمقراطيو الوقت الضائع الخائفون من " الدفاع عن الديمقراطية " لأنها دفاع عن النهضة و الفساد و الرجعية ....تلك هي الحكاية و لا شيء غيرها.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات