نظام بلا نخبة ...او الانفجار الثوري بنخب النظام العجوز

في اطار جهود السيستام لحماية الانقلاب على الانتقال الديمقراطي ..يتم الاستنجاد بوجوه ماض لا يريد ان يستريح...فتبدو مأساة الانقلاب على الديمقراطية في صورة مهزلة تضحك اكثر مما أضحكنا المفسرون في حملة الاستفتاء .

سيد أحمد ونيس وزير الخارجية الاسبق كان هذا الاسبوع انموذجا معبرا على هذه الرثاثة التي ستتعمق عبر تفتيش "المنظومة" في ما تبقى من أرشيف زادها البشري المحدود لمحاولة صياغة جمل سياسية للداخل والخارج يبدو الجماعة الاصليون ل 25 عاجزين فعلا عن صياغتها .

المؤلم حقا هو ان هذا الاستحضار لعجائز " النظام القديم العائد" يقدم هذه الشخصيات في صورة لا تحترم في شيء شيبتهم وتاريخهم …

السيد أحمد ونيس( بجلالة قدره في المدرسة الديبلوماسية التونسية ) -وفي اطار الدفاع عن" الخطاب السيادوي" الذي اطلقه هذا الاسبوع نظام الامر الواقع في مواجهة التدخل الامريكي- خرج علينا بنكتة اعتبار تونس احدى عواصم الاستهداف الامريكي بعد بغداد ودمشق ( نعم والله هكذا قال سيد احمد بنفس النبرة الجدية التي يتحدث بها هيكل المكي مثلا عن صينية تايوان ليتحدى الامبريالية وبنفس الجدية التي تكلم احمد شفطر عن انطلاق عهد صناعة التاريخ الجديد وتغيير العالم من تونس بقيادة قيس سعيد )…

السيد أحمد ونيس ايضا حذر من خطر اقحام تونس في المشروع الابراهيمي وتكلم بصرامة في مواجهة هذه الضغوط متناسيا انه هو نفسه منذ سنة (عندما اخرجه السيستام ليؤدي خدمة تكتيكية ضد قيس سعيد وقتها) قال لنا ان تونس لا تعتبر " اسرائيل " عدوا وتهجم على رعونة من يدعو الى مقاومة التطبيع ..

ما أردت قوله ان 25 جويلية الذي استولت عليه المنظومة نهائيا بعد الاستفتاء سيتحفنا باستعمال سيء ومرتبك ومضحك للمخزون البشري القديم ليظهره في حالة حقيقية مثيرة للشفقة التي لن تقل اضحاكا عن الصورة التي بدا عليها العميد الصادق بلعيد حين تم العبث بهيبته العلمية وهو يقول الشيء ونقيضه قبل ان تنتهي صلاحية استعماله نهاية مأساوية توجع قلب كل من يحترم قاماتنا الوطنية …

هناك اشياء هزلية كثيرة ستقع ...فقط علينا ان نصبر على شيوخنا و اساتذتنا الكبار وندعو عائلاتهم الى حفظ كرامتهم بعيدا عن هذا التوظيف والاغراء الذي تمارسه اضواء الكاميرات وكراسي الوجاهة على متقاعدين فقدوها وعاودهم اليها الحنين بعد ان اصبح كل شيء متاحا في ازمنة الاستبداد الشعبوي البائس....

ذات يوم وبعد استقالته في 2011 اثر "عربدة الضوضاء" قال سيد احمد يفسر اسباب هذه الاستقالة: "استقلت من منطلق ايماني بوجوب التحلي بالمسؤولية الفردية في التوجهات المنطقية مع ضرورة الانتباه للأبعاد الوجوبية و الأرضية السياسية لمكانة الدولة و أهدافها الاستراتيجية من جهة كون الوظائف السامية للدولة لا تتقاطع مع الاصول الذهنية للمواطن في علاقة مع المصالح العليا".....هل فهمتم ؟.لا مشكل ...هو كلام مهم وان كان بصيغة غير مهمة …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات