في التراشق باللاشيء

الكتابة بماهي صناعة افكار هل مازالت مجالات نقاش بين منتجي افكار ؟

ليس لنا حساب نؤديه لأحد حتى نبرر ..و لكن نحب لمن يقرأ لنا ان يقرأ لنا كل ما نكتبه متكاملا ..لا معنى ان تعلق على موقفنا من قضية بعينها لتضيف الى الموقف ملاحظة سبق ان قلناها نحن لو كنت منصفا في قراءة كل ما نكتب ....

مسائل من نوع نقد سنوات التعثر الديمقراطي ...تحميل جزء من مسؤولية ما جرى لعدد من تيارات البلاد بمختلف اطيافها و النهضة على رأسها مع ميل لتحميل المسؤولية الاكبر لقديمة ممانعة للانخراط الكلي في مسار الديمقراطية ...المسألة الوطنية و استقلال القرار الوطني و علاقته بالديمقراطية .. المقاومة و التحولات الجيواستراتيجية و علاقة معركة التحرر الوطني بمعركة المواطنة و التأليف الجدلي بينهما بصيغة لم يسبقنا فيها كثيرون .. اتحاد الشغل و تمييزنا بين نقد بعض قياداته المتحزبة و بين القناعة الراسخة بدوره الوطني ...مسألة الخيار الاصلاحي و تمييزنا بين الثورية و الانتصار للديمقراطية من ناحية و رفض الاستئصال تجاه حتى من كان جزء من النظام السابق ما دمنا جميعا تحت سقف الدستور و القبول بحدث 14 / 17 …

ازعم ان صاحب هذا الجدار لا يكف يوميا منذ اكثر من عشرية على الكتابة و التفصيل في مختلف هذه القضايا دون رمرمة او غموض او تلميح، بل بالجمل الواضحة الصريحة ...لذلك اكره فعلا التعليقات الجزئية التي تتجنى في الغالب على مضمون كل مقال او تدوينة بالإشارة الى فكرة من خارج ذلك المقال او التدوينة خصوصا حين نكون قد كتبنا فيها …

كأن يقول لك احدهم و انت تكتب مثلا عن الخراب الذي يبشر به الانقلاب : لماذا لا تذكر فشل عشر سنوات ؟ و ينسى انك كتبت في ذلك ..او يقول لك اخر و انت تكتب عن الاتحاد و دوره الوطني : لماذا لا تنقد مواقف قيادات نقابية ساهمت في تخريب المسار ؟ فتقول في نفسك : و لماذا لم تقرا ما كتبته ذات يوم في هذا الموضوع يا لكع ؟ الى اخر ذلك من تجزيء لك و لما تكتب حتى تشعر انك تصب دواء في عين ابتلاها الله …

يمكن ان نقبل بكارثة الوصم الذي تعتدي به عليك صفحات و ذباب او خصوم جاحدون نعلم بدون شك انهم مجعولون لمثل هذه المهام و لو ذكرتهم بكل ما كتبته و قلته و لكن لا نقبل ان يكون بعض من قرائك محمولين على نسيان ما نزعم انه سردية متكاملة صغتها بتعب على هذا الجدار ادعي انها لا تحمل من التناقض الا ما تقتضيه احيانا دينامية الفكرة و التغيرات في المقاربة عبر الزمان و المكان و ان كانت قليلة جدا في واقع مجمد لم يتغير حتى نضطر لتغيير افكارنا على ضوئه …

مما نفتقده في بلد الضحالة هذا هو اجواء نقاش فكري عميق بين اصحاب افكار يقرؤون لبعضهم جيدا و يجيبون بعضهم بمقالات تكتب بشكل جيد ...لقد عم الفراغ و شعبوية التافهين و البدون سيرة و لا قلم حتى كدنا ان تصيبنا العدوى ...لن نتقدم ما لم نقرأ و نتفاعل بالقول و القول المقابل …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات