لا اخاطب انصار الانقلاب ...اخاطب ادعياء الديمقراطية

من حقك ان تدافع عن فكرتك وان تنقد فكرتنا لكن من حقنا ان نطلب عدلا في تمكيننا كما يمكنونك من نفس الوقت لمناظرتك في فضاء الاعلام العمومي والخاص لنتناقش امام هذا الشعب الذي ظل يسمعك صباحا ومساء ويوم الاحد اكثر مما يسمعنا حين كنت تمهد للانقلاب وحين اصبحت اليوم تدعي معارضته وانت تزيف التاريخ ...

لا اقول هذا الكلام لأنصار الانقلاب واعلامييه وكرونيكوراته فهؤلاء على العموم عاجزون عن القبول بالراي الاخر او مناقشته والا ما كانوا انقلابيين يستقوون علينا بقوة الاجهزة و التحشيد الشعبوي الاعمى والتلفزة العمومية .

انا اقول هذا الكلام لمن سميناهم سابقا وظيفيين و ينسبون انفسهم للديمقراطية ممن كانوا يمهدون بممارساتهم وطبيعة الصراع الذي اختاروه لضرب الشرط الاساسي للديمقراطية عبر ما اتوه في الاعلام و البرلمانات من 2011 الى 2021 ثم ساندوا 25 قبل ان يتمايزوا عليه لكن دون ان يحسموا امرهم بالانتصار للديمقراطية، بل بمواصلة تزييف عشرية الانتقال وتوزيع مسؤوليات فشلها على خصومهم الايديولوجيين بما يؤبد وظيفيتهم .

دعنا من سردية الانقلاب فهذه مقدور عليها وستسقط بالأمر الواقع .

ما يهمنا لبناء الديمقراطية مستقبلا هو تفكيك بنية نقاش لم يكن هناك عدل اعلامي بين اطراف خوضه نجح في تزييف وعي الناس حتى اصبح للانقلاب على الديمقراطية مبرراته في وجدان الناس ..

جزء كبير من مسؤولية هذا التزييف الممنهج للوعي عبر التحريض على الديمقراطية ساهم فيه من يبكون اليوم على الديمقراطية لا حبا فيها، بل لخروجهم من مولد الانقلاب بلا حمص .

عندما كنا ندعو على امتداد العشرية الى ضرورة الصراع تحت السقف الديمقراطي للحفاظ على الشقف الديمقراطي وعندما كنا ندعو الى واقعية نقد الانتقال وحسن توزيع المسؤوليات كانت التهمة جاهزة وهي نصرة النهضة لأن هذه القوى الوظيفية الغبية او الخبيثة كانت مستعدة للتضحية بالديمقراطية التي تأتي بالإسلاميين وكانت توزع صكوك الحداثة والديمقراطية على من يرقص معهم في صطمبالي الاستئصال حتى لو كان فاشية عمياء من عهود الزغردة وفي المقابل كان يجب ان يسحلك ولو كنت اكثر منه حداثة وتقدمية ما دمت لا تحب سقوط ديمقراطية لا تهزم النهضة .

لو قيمنا درجة الاستفادة من الانتقال الديمقراطي لوجدنا انفسنا -نحن الذين حاولنا حماية الديمقراطية ثم قاومنا الانقلاب- في اسفل الترتيب : لا حكمنا ولا توزرنا ولا كنا نوابا في حين ان من اثخنوا في ظهر الديمقراطية رقصا وردحا مع الفاشيات واعلام المضادة كانوا هم اكثر استفادة منه فلقد اصبحوا بفضله اصحاب سير سياسية نوابا ووزراء مع النهضة بعد ان كانوا نكرات بلا سيرة ..

كنا ندافع على الانتقال رغم علاته لان الديمقراطية دائما افضل من الانقلاب عليها، ولكنهم ورغم ما وهبتهم الديمقراطية غدروا بها وكذبوا عليها ومازالوا يكذبون على تفاصيل عشريتها ويزيفون حقائقها رغم انهم يبكون الان امام الميكروفونات من الانقلاب عليها .

حتى عندما اطلقنا المقاومة ضد الانقلاب لم يكف هؤلاء الوقحون عن وصمنا رغم كوننا اقل منهم تضررا من الانقلاب الذي لم يفتك منا نيابة في برلمان ولا حضوة في الساحة العمومية ...وصمونا اشهرا ثم اصبحوا بعد ذلك يقولون ما قلناه ويحاججون الانقلاب بنفس حججنا بعد ان تركهم قطار الانقلاب وسار بدونهم …

اذا كان لابد من محاسبات ومراجعات وتقييمات حقيقية للعشرية فلتكن …لكن اعطونا نفس الوقت والمواقع والدعوات في الاعلام …ليس في مواجهة الانقلابيين وانصاره …هؤلاء لا يعنوننا الان …بل في مناقشة هؤلاء الوقحين الذين يريدون ان يكونوا ابطال الحروب وابطال السلام …هؤلاء المزيفون للتاريخ بوجوه مستعارة …هؤلاء المنسوبون الى الديمقراطية وهم اول غادريها ….

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات