طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد : في ضرورة التحليل النفسي للذات العربية

انها مهمة الفكر .

ديما عندي احترازات على "الغضبات العاطفية" التي نبديها نحنا "المتثقفين" بتوع السياسة حين نحاول الدفاع عن مفاهيم مجردة لا وجود لها الا في اذهاننا ..مثل : جماهير شعبنا العظيم ...الجنوب ...الثورة ...الكذا وكذا ....

لنقول بعناد طوباوي : الصورة ليست كما نقلتها كاميرا الحاكم ...نحن لسنا هكذا ...شعبنا ليس هكذا ...جنوبنا مش هكا ...الثورة تقول ...الديمقراطية قالت ....

لا.لا ...بلاش عناد يا عمي …

تلك الحشود التي تهتف للحاكم وتقول له يا مهشتكنا ويا مبشتكنا و يا ابانا الذي في السماء.. تلك الحشود التي تقف في الصفوف لتأخذ راسيون السميد والسكر وتلعن في نفس الوقت الثورة والديمقراطية ..

تلك الحشود التي تحب الله والرسول و الدولة والحاكم وتحب السلامة لأبنائها وتفرح لسجن ابناء الناس لأنهم ضد الحاكم العادل . تلك الحشود التي تحب القرب من العرش وأهله في الارض والسماء . تلك الحشود التي تنتظر دائما في كل العهود العسل من النحل ومن غير النحل …

تلك الحشود التي لا تحب "المتثقفين" وجماعة السياسة لأنهم منهم ولذلك لا يليق بهم ان يحكموهم فهم لا يريدون ان يحكمهم الا كائن خرافي يختلف عنهم مثل بورقيبة وبن علي والعمدة وشاوشه …

تلك الحشود هي جماهير شعبنا العظيم ...وهي موجودة في الجنوب كما في الشمال وفي الوسط وعلى يمين البلاد ويسارها ... تلك الحشود هي نحن...اهلنا :تلك سيكولوجية المقهور الذي تربى قرونا تحت كلكل الاستبداد الشرقي .

تحب تبني المواطنة قدامك شانطي فكري واخلاقي كبير ورهيب يبدا من مدرسة اخرى واعلام اخر واكاديميا اخرى وجامع اخر و انت نفسك يجب ان تصبح انا اخرى ....

خيبة العشرية و منامة " الربيع " الذي لحسه الغول واكلته العنقاء في قضمة واحدة ...درس وعبرة كي تفكر من جديد .. مدح " الشعب " او ذمه كسل فكري ...اش معناها "شعب" قبل كل شيء ؟ ..اش معناها ؟ ..

اذاعة عمرها كامل تضرب في الثورة والانتقال الديمقراطي وتوة تعمل في " المعارضة " بتصويرة الصفوف ....واعلاميون مدارس في تزييف الوعي غضبانون من صورة الجنوب المزيفة في كاميرا الحاكم ....اخرسوا ...ذاك زرعكم الذي نحصده …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Maher
19/03/2024 17:29
استشاط غضبا الحبيب بوعجيلة على هذا الشعب الذي يقتصر على تلبية حاجاته البدائية : التناسل وتعبئة البطن وتأمين حياته. فيرتضي لنفسه الذل والهوان في صفوف طويلة من أجل بعض مواد مفقودة في السوق. كما يستمتع بالسماع إلى الخطب الشعبوية التي تهاجم المناضلين من أجل الحرية وحقوق الإنسان كالحق في المحاكمة العادلة.