في ارتباك انصار بلا شراكة

اثار فضولي حديث بعض الاصدقاء عن الحوار الاخير للأستاذ هيكل المكي القيادي في حركة الشعب فحرصت على الاستماع اليه. ظهر لي مزاج الاستاذ خليطا من الارتباك وخيبة الأمل لكن الخوف كان هو المسيطر في اختياره للألفاظ وقد تفطنت لذلك محاورته مريم بلقاضي واشارت له بذلك مع كثير من اللباقة دون ان تخفي استهزاءها .

يقول لنا تاريخ النظم الشعبوية العربية الاستبدادية وطريقة تعاملها مع الشركاء الذين يتراجعون اثناء " مسيرة الطريق " ان التسلط ينشر قدرا من الرعب لا عند خصومه الذين يعارضونه دون حساب لبطشه بل اساسا لدى انصاره ممن يعلمون ان كل تراجع عن نصرته ستكون ضريبته موجعة.

التسلط يحكم اتباعه بخليط من الرعب والرجاء ، ولذلك فان احساس الخيبة الذي يعتري الاتباع اثناء المسيرة لا يمكن ان يؤدي بهم الى شجاعة المعارضة لانهم يدركون انها ستكون في معيار الزعيم بمثابة جريمة " الردة " وعقاب المرتد اقسى من عقاب المعارض الاصلي.

كان الاستاذ هيكل يمعن( بصوت يحاول اخفاء رعشته) في اعلان خيبته من الرئيس قيس سعيد الى درجة وصف فريقه الحاكم من معينين في مناصب الدولة ب"اللمبن" وهو مصطلح ماركسي يعني " سقط المتاع" او الفئات " الرثة " وغير المحترمة وقد اعتبر ماركس ان هذه الفئة عادة ما تكون رصيدا " للثورات المضادة " وقد فاجأتني فعلا هذه الجرأة في التوصيف .

كما عقد الاستاذ المكي الابهام والسبابة ليعلن انه سيعارض الرئيس اذا رأى شعبه يشقى في صفوف الخبز او اذا تباطأ الرئيس في اعلان الاستقلال السيادي عبر التحالف مع الصين والروس والبريكس والجزائر ( نعم ..هكذا ) . ولكنه كلما أحس ان نبرة صوته تعلو اكثر مما يجب ذكر بالجملة البوصلة : "لكننا لن نسلم الرئيس ل 24 جويلية ولن نقبل بعودة الاخوان …نحن 25 جويلية ".

لا ندري ان كانت الجملة البوصلة هذه ستغفر للأستاذ هيكل جراته في مواجهة الرئيس ولكن ما ندريه ان حجم الارتباك في الخط السياسي للحركة اصبح واضحا وهذا ما يثبته كل استماع لتدخلات قيادييها ولا أظن ان صديقي هيكل سيصنفني بهذا الموقف في خانة الاعداء او التافهين كما وصف كل من ينقد هذه المواقف المتناقضة التي عبر عنها في هذا الحوار ويعبر عنها غيره من رفاقه .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات