المشروع الوطني الديمقراطي الكبير ... من اجل انهاء "ذريعة" و ساندروم "النهضة"

الديمقراطية : ما بعد النهضة والعلمنة

قد يكون من المفيد جدا للنخب الجديدة ( ليس بمعنى السن، بل بمعنى تشكل نخب سياسية من اليسار او اليمين التي غادرت مربعاتها الايديولوجية القديمة وتبنت ايديولوجيا الانتقال الديمقراطي والثقافة الخقوقية الحديثة ) ان يتم "تحجيم" او " اشغال " حركة النهضة بملفاتها الحقوقية حتى تتمكن هذه النخب الجديدة من بناء قوتها الخاصة على قاعدة الانتصار لدولة المواطنة والحريات …

للنهضة شارع ونخب واطارات ومثقفين يمكن ان تضخهم و"تحلهم" في مشروع وطني واسع لتتخفف و تخفف على " المشروع الوطني الديمقراطي الجديد " عبء الحركة وتاريخها و ما يثيره وجودها التقليدي من تسهيل مهمة صناعة الاستقطاب على التيار الاستبدادي الشعبوي الفاشي وتسهيل مهمته في تجميع وظيفييه ....

صياغة انتظام جديد للمشروع الوطني الديمقراطي الواسع الذي يضم كل المدارس والتيارات التي تتبنى الايديولوجيا الديمقراطية والحقوقية ويتحلل فيه التيار الاسلامي الديمقراطي و في البحر الوطني الديمقراطي الواسع هو الحل لتجفيف منابع المشاريع الفاشية التي تقتات على امتداد عقود من الاستقطاب مع النهضة …

هذا " الحل " و "الحل " يتطلب جهدا فكريا وتنظيميا علنيا لا يخفي مقاصده و يصوغ نصه الواضح وينجز تهيكله تحت الشمس وفوق الارض ...عندها نؤسس للشرط الفكري والميداني ليصبح للديمقراطية قوتها وذراعها السياسي القوي ....

لا يمكن طبعا بناء قوة هذا المشروع الكبير الا بشخصيات وطاقات شجاعة فكريا تعتز بقطعها مع منطق الاستئصال من جهة العلمانيين وطاقات وشخصيات شجاعة فكريا في تبني الحداثة والديمقراطية من جهة المحافظين او الاسلاميين ..

اذا كانت النهضة اعلنت خروجها من الاسلام السياسي الى الاسلام الديمقراطي واذا كان كثير من حلفائها واصدقائها العلمانيين قد اعلنوا خروجهم من الديمقراطية الاستبعادية الى الديمقراطية الادماجية فقد حان الوقت اذن لبلوغ اعلى مراحل هذين التطورين اي ولادة القوة الوطنية الديمقراطية الكبيرة الموحدة تنظيميا وفكريا التي هي وحدها القادرة على مواجهة جبهة الشعبويين الفاشية واذرعها الوظيفية التي تحتل الدولة والمجتمع تاريخيا وتعطل الانتقال التونسي .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات