فليكن ...التقاء على المسار الثوري كما سماه لأول مرة .

محاولة في اقتناص المشترك من حديث قيس سعيد ..

في لقائه مع زهير المغزاوي الامين العام لحركة الشعب هناك بعض الجمل السياسية اذا عمقها الرئيس و دقق لنا تأويلها و تفعيلها في مشروع وطني مشترك فقد انتهت المشكلة .

ان يشير رئيس الجمهورية الى مركزة المشكلة في التحدي الاقتصادي و الاجتماعي بما هو العنوان الاساسي لأهداف ثورة الحرية و الكرامة ( المسار الثوري كما سماه لأول مرة ) فهذا مشترك وطني يمكن البناء عليه في تحالف بناء قادم.

ان يذكر الرئيس بالانحراف الهووي و الاستقطابات الثقافية المصطنعة التي تم اقحام الصراع الوطني فيها مباشرة بعد 14 جانفي عبر فيلم " لا ربي لا سيدي " و قضية الرسوم للتعمية على الاستحقاقات السياسية و العملية للشعب التونسي فهذا هو ما اكد عليه المنتصرون للثورة و الانتقال منذ بداية المؤامرة على الحراك الديسمبري .

ان يعلن الرئيس انه يصطف في مواجهة " منظومة " مازالت تحكم البلاد عبر رسكلة مستمرة لنفسها لتنتقل من الحكم العلني قبل الثورة الى الحكم الخفي فهذا بالضبط ما حرصت عليه القوى المنتصرة لثورة جاءت بالأساس لتفكك منظومة الفساد و الاستبداد .

ان يقول الرئيس انه على وعي بمن يريدون تفجير الدولة و مؤسساتها من الداخل فهو يشير بالضبط اذا فهمنا قوله الى تحالف الشعبوية و الفاشية و الوظيفية الجديدة التي تريد كسر المسار .

ان يرفض الرئيس تحول " السارق " الى مدعي و شريك في الانتقال فهذا موقف ثوري يحتاج فقط ان نحدد الجهة التي تفصل بين السارق و الشريف و بين خصوم الشعب و اصدقائه بمعنى ان نتفق على مقومات الفرز و جهة " القضاء " بأن هذا سارق و ذاك شريف .

يبقى النقاش حول موقفه من " الوسطية " او " الحلول الوسطى " التي يرفضها الرئيس من منطلق ان " الحق حق " و هو موقف جوهراني سيكون محل نقاش و تنسيب لأن مقولتي الحق و الباطل تحيلنا الى تصور " ديني " للسياسة التي تحتاج تنسيبا و بالتالي تتطلب " حوارا وطنيا " نتفق بمقتضاه كفاعلين سياسيين لا كأنبياء حول الاستحقاقات الشعبية و الوطنية الكبرى التي يمكن الالتقاء عليها في برنامج مرحلي تحكمه قواعد اللعبة و على رأسها هذا الدستور الذي يعلن الرئيس في كلمته لزهير انه يسلم باحترامه رغم احترازه على طريقة صياغته التي قامت على " المقايضات " و المقايضة و التسويات على كل حال هي الاسلوب الامثل في الادارة المدنية للصراعات و النزاعات في المجتمعات التعددية و ليست المقايضات و التسويات امرا معيبا فتلك هي سنن الادارة الرشيدة للتعدد في عالم البشر الذي هو لا عالم ملائكة و لا عالم شياطين بل هو عالم " السياسة " بكل معانيها الاصيلة بما هي تدبير للمدينة polis منذ عهود اليونان ..

وين المشكلة اذن يا ريس ؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات