باردو: العزوف الغاضب على المشهد السياسي

Photo

و الان الى السياسة ..لاشك ان الحرارة و الاعادة و مقابلة كرة القدم قد اثرت على نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية الجزئية في باردو لكن النسبة لن تكون ارفع كثيرا حتى لو لم توفرت ظروف اكثر ملاءمة للاقبال على صناديق الاقتراع .

لابد من الاعتراف ان العزوف الغاضب على المشهد السياسي اصبح متذ سنوات في حالة تصاعد نظرا لقلة الجاذبية في المشهد الحزبي و تراكم خيبات المواطنين من قلة الانجاز كما ان اهتمام الشعب التونسي بالشأن العام لا يعني توفر وعي سياسي مبدئي و عقائدي بأهمية المشاركة في تقرير المصير الوطني اذ ان هذا الاهتمام كان في غالبه منذ حراك 14 جانفي مرتبطا بمطلبية تحسين خدمة الدولة للناس في شؤونهم المادية بعيدا عن انشغالهم ببناء مشهد وطني جديد بما تعنيه " الثورات " من انخراط يكون عادة بوجود تيارات و زعامات جماهيرية تتمكن من تنظيم الناس و حشدهم في معركة وطنية شاملة تتمثل في اعادة بناء المشروع الوطني لا في مجرد مطالب مادية ..

نحتاج مراجعات شجاعة لنفهم حقيقة ما وقع في ما سمي بالربيع العربي في علاقة بمفهوم الشعوب و الثورات الحقيقية ...هذه المراجعات ليست عيبا او تراجعا عن الاوهام التي علقناها على ما تصورناه " حراك شعوب " بل ان هذه المراجعات هي ضرورة ايجابية لاستثمار وضع الحرية و تراجع الاستبداد لبناء تيارات جماهيرية و تعبئة الشعوب من اجل معارك تحرر وطني و ديمقراطي حقيقي و لن يكون ذلك إلا بمشاريع شاملة بمضامين تبني الذات الثورية الحقيقية و تؤسس قيم الانخراط النضالي و التضحيات بتنظيمات سياسية قوية و مزلزلة بالعدد و العديد.

لكن اذا كان الاستبداد البوليسي لم يعد قادرا على ملاحقة مشاريع التعبئة و اعادة بناء الشعوب فهل تسمح به القوى الدولية و لوبيات الافساد المسيطرة بوسائل التخريب الناعم للجماهير لتبقى السياسة مجرد ديمقراطيات اقليات تسمى احزابا تتوهم انها تفعل و لكن الجماهير ليست معها فتحكم بما يأمره بها المسؤول الكبير على ديمقراطية الحراك المصنوع بلا شعوب .؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات