فكرة " مواطنون ضد الانقلاب" وهي الان بين الناس في الجهات ..

جدلية المركز و الاطراف ..

ست وقفات خضر في عاصمة البلاد أكلت الست العجاف لانقلاب تائه و تافه تقلص الى الدرك الاسفل من القمع العاري يوم 14 جانفي 2022 حين اتى الناس من كل فج عميق للاحتفال بعيد ثورتهم و محاصرة شارع ثورة حاصرته قوة صلبة لدولة مخطوفة بانقلاب بلا أفق الا ثرثرة تستهدف كل القوى الحية في البلاد.

كانت الفكرة في مرحلتها الاولى ان يرتفع الصوت عاليا في العاصمة السياسية و الاعلامية في البلاد لنعلن انه انقلاب بلا شارع حتى في العاصمة حيث تتمركز قوته المزعومة . و على امتداد ست وقفات بين خريف وشتاء بينهما اعتصام و اضراب جوع سياسي تهاوت القيمة السياسية و الاخلاقية ل25 جويلية و انهارت سردية " المشروعية الشعبية " المزعومة بشارع ديمقراطي متألق استجاب من كل جهات البلاد لدعوات "مواطنون ضد الانقلاب" لينجز في كل وقفة بالمركز السياسي للبلاد مهمة محددة في تظاهر سلمي رائع و بمضامين سياسية راقية اين منها رداءات "حشد افتراضي " لا يملك غير الاستهداف المجرد من كل اخلاقيات الصراع السياسي المتحضر .

كان التردد في الانطلاق نحو الجهات ينطلق من تقدير سياسي يدرك ان للجهات انتظاراتها الاجتماعية و الاقتصادية التي يجب ان يرتفع الوعي بأن هذا الانقلاب أعجز من ان يحققها مادامت لم تحققها سنوات انتقال ديمقراطي انحسر في صراع نخبة في المركز لم تستوعب جيدا طبيعة ثورة تونسية على غير منوال كان فيها الهامش هو المحدد الرئيسي حين طرق بعنف ابواب المركز ذات شتاء منذ عشرية مضت .

حين أتت اللحظة انطلقت النخب الديمقراطية و الثقافية في الجهات (وهي على فكرة المنجم الذي خرجت منه باستمرار نخب المركز ) في تشكيل هيئاتها لتتحول " مواطنون ضد الانقلاب " كما ولدت في الاصل فكرة من الناس و بين الناس في انتظام غير تقليدي عابر للاحزاب( و غير معاد لها كما الانقلاب ) …

هكذا تكبر الفكرة و تعود لحضن ناسها …ايذانا باستعادة نفس طريق الثورة و جغرافيتها .. جهات / هامش او مجال غير تقليدي للسياسة يطوق مركزا او مجالا تقليديا لسياسة ضيعت طريقها الى الناس .. في 2011 حاصر هذا الهامش مركز استبداد ..و في 2022 سيحاصر مركز انقلاب …انها كيمياء ربيع تونس …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات