صراعات المربع الوظيفي في شارع الولايات المتحدة

عقل 25 يحرك الأحجار على الرقعة ..

يجب ان تذهب البلاد بهذا القوس التسلطي الى أقصاه ويجب على القوى المنتصرة للديمقراطية الفعلية والناجزة ان تدفع بتناقضات الوظيفيين الى نهايات ترسيخ الديمقراطية واستقرارها .

هناك مؤشرات مليئة بالرموز يجب ان نحسن قراءتها كحركة ديمقراطية قاومت انقلاب 25 جويلية وتمكنت من فرض الاصطفافات بين الديمقراطية والاستبداد في ثنائية 25 / "مواطنون ضد الانقلاب -جبهة الخلاص" واسقاط وهم وجود الخط الثالث والتمكن من وضع الوظيفيين والفاشيات والاستئصاليات خارج مدارات الفعل واللاتموقع بين فسطاط ديمقراطي فضحهم وفسطاط 25 يوظفهم ويطردهم .

بعد ما يقارب العشرية من تكامل الادوار بين اليسراويات الوظيفية والجناح الفاشي للقديم في استهداف الانتقال الديمقراطي بدعوى مناهضة " الاسلام السياسي " جاءت 25 جويلية لتسحب البساط بشكل مزدوج من تحت اقدام هذين الطرفين( الفاشية واليسراوية الوظيفية ) بعد ان وظفتهما في اعداد الأجواء لتبرير ايقاف المسار الديمقراطي وترذيله.

لم تتمكن الفاشيات والوظيفيات الاستئصالية من فرض شراكة سياسية مع 25جويلية لسببين رئيسيين أولهما طبيعة الرئيس قيس سعيد ومشروعه وثانيا ادراك ما تبقى من عقل الدولة لخطورة ما يمثله الفاشيون واليسرايون من فوضوية مهددة للسلم الأهلي وعقلانية الدولة . لكن ذلك لم يمنع من مواصلة استعمال هذين الطرفين لتشذيب بعضهما بعضا كلما ظهرت عليهما مظاهر التمرد النسبي على25 لردهما الى صراع ييني وظيفي اولا وثانيا لتثبيتهما في مدار استهداف شروط الديمقراطية بالتذكير بعدائهما الوظيفي للاسلاميين وجبهة الخلاص حاليا .

من خلال قراءة لرمزيات ومضامين صراع الوظيفيين يوم امس في مربع الولايات المتحدة نقف على الحدود المرسومة لهذه الأحجار على الرقعة :

عبير موسي وحزبها وهي تواجه "يسار النقابات " في منظمتي الشغالين والصحفيين تتهمهما بالخضوع " لربيع الخراب وخدمة الخوانجية " باستحضار اطلنطس واوغلو ومبادرة الاتحاد التي ستعيد الخوانجية مع تأكيدها ان معركتها مع 25سببها فقط انه لا يستهدف الخوانجية وهو ما حاولت "قوات الامن " ان تجيب عنه في حوار ودي مع " الزعيمة " على المباشر....

في المقابل يرد "يسار نقابات العمال والصحفيين " بشكل ملخص بشعار : سحقا سحقا للرجعية دساترة وخوانجية وتعلق لافتة في مواجهة عبير تستحضر معركة مع بن علي لم يخضها الاعلام التونسي لا الحالي ولا السابق مما يجعل استحضارها مجرد مواربة لتجنب المعركة مع 25 والتذكير ان اعلامنا "اليساروظيفي" يعارك حاليا بن علي والخوانجية .

في شارع الولايات المتحدة يحرك عقل 25 بمهارة محرك الدمى او لاعب الشطرنج خيوطه او احجاره في ايقاع وظيفي متميز يضمن فيه استمرار الوظيفيين في اداء وظائفهم لكن بقضم قدرات بعضهم بعضا حتى لا يتحدوا في جبهة "فاشوظيفية" واحدة مثلما كان الامر قبل 25 ويضمن فيه استمرار العائق الاصلي امام استعادة المسار وهو تموقع الاعلام والاتحاد في مواجهة جبهة الخلاص ومناهضة الانقلاب .

هكذا نفهم المشهد ونقول ما نفهمه بعيدا عن كل خطاب تكتيكي موارب فلسنا نملك ربع أمل بان يتحول الوظيفي يوما نصيرا للديقراطية لكننا قد نفكر يوما في استعادة الدولة لعقلها رغم ما تبديه احيانا من نزوع الى التسلط ."الفاشواستئصالية" هي الخطر الرئيسي لكن الدولة ليست خصما للديمقراطيين .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات