لا مستقبل للبلاد في مشهد الضعفاء المتناقرين .

الشجاع من يطالب بديمقراطية كاملة الشروط و ليس من يبني مشروعه على تحين فرص اسقاط المسار. دعونا نتنافس امام شعبنا...تيار الناس يريد مبكرة حاسمة .

منذ اليوم الاول من معركة الرئيس مع رئيس حكومته المعين من طرفه قلنا ان من يتراجع منهما عن موقفه سيخسر سياسيا ..وزراء يعملون بلا اداء يمين عزل سياسي لرئيس الجمهورية و حكومة معارضة لرئيس الدولة ستفشل بالضرورة ...و رئيس حكومة يتراجع عن تعييناته يؤكد ضعفه و ارتهانه و تحوله الى وزير اول …

مشهد سياسي يحكمه نظام اكبر البقايا و برلمان مشتت لن يفرز حكما قويا يقود بلادا تحتاج مشروعا قويا يضعها على طاولة الترتيب الدولي و الاقليمي الذي لن يعترف الا بالامم القوية …

لو كان عندنا طبقة سياسية شجاعة و احزاب عندها ثقة في تمثيلها الشعبي فإنها ستذهب الى اعداد مقومات التنافس الديمقراطي الانتخابي الحقيقي : نظام انتخابي جديد ...قانون احزاب و جمعيات شفاف ...محكمة دستورية ...قانون اعلام مهني و محايد ...رقابة محكمة للمال و محاصرة فعلية للفساد ....و من ثمة الذهاب الى الاحتكام لدى الشعب ليختار من يحكمه باغلبية واضحة …

مراكز النفوذ و اللوبيات و الاحزاب الهشة ( جميعها ) التي تشكل مشهدنا البائس يعجبها هذا الوضع الرمادي لتبقى السلطة موزعة و لا احد يحكم فيختلط الضعيف بالقوي و تتكافأ كل القوى في توازن ضعف ليصبح المشهد محكوما بالضجيج و المناكفات و الدوران في الحلقة المفرغة عبر تنابز الخطابات القصووية و المزايدات العبثية …

الشجاع من يذهب الى تهيئة شروط الديمقراطية المستقرة و العظم الرهيف لا ولى ...لكن المطلوب بخبث هو ترك الديمقراطية الهشة تحت السكين محكومة بنزوات الظواهر السياسية التي تنتجها الصدف الانتخابية الغامضة …

رسالة الى الوظيفيين…

رسالة الى الوظيفيين...نحن لا نناصر النظام كما كنتم انتم قبل ان يهرب رئيس النظام ... نحن ندافع على مسار صراع ديمقراطي اصبحت الثورة فيه في قلب الدولة تصارع تحت سقف دستور الثورة بقايا النظام داخل الدولة و خارجها ....هذه منظومتنا ...مناصرة الانتقال الديمقراطي ليست مناصرة للنظام كما كنتم انتم حين كنتم بوليسه السياسي و الثقافي رغم ادعاءكم معارضته .. لا معنى اليوم لإسقاط النظام ... انتم بقايا النظام الذي سقط راسه ..

نحن لا ننكر اصلاحيتنا قبل الثورة …بالعكس نعتز بذلك …شغلنا الاساسي كان العمل من اجل اجبار بن علي على الاصلاح …في افق اصلاح وطني او مصالحة وطنية لو قبلها النظام على قاعدة الحريات و العفو العام و حرية التنظم و تخلص منكم كبوليس سياسي و ثقافي لاعتبرنا ذلك انتصارا ديمقراطيا …

التسلط الذي عارضناه هو نظام استئصالي كنتم انتم بوليسه السياسي و الثقافي ….و نحن الان بعد الثورة مع التسوية السياسية مع جناح النظام الذي اجبره 17 ديسمبر على قبول الديمقراطية و الثورة. انتم تريدون مع جناحه الفاشي اسقاط المسار لأنكم لم تعودوا مركزيين في منظومة لم تعودوا بوليسها الثقافي و السياسي و هزمتكم الديمقراطية فاصبح جناح من النظام السابق قابلا بالتسوية و تناقض معكم فعارضتموه … و التقى جناحها الفاشي معكم في مهمة اسقاط المنظومة الحالية …

المنظومة الحالية منظومة انتخابات و نحن فيها طرف لأنها منظومة لا تحتاج بوليسا ثقافيا و سياسيا …المنظومة الحالية هي منظومة دستور 2014 و نحن نحارب داخلها كأطراف و اصحاب باي لتكون تسوية بشروط الديمقراطية لصالح الناس ..لسنا بوليسها السياسي و الثقافي كما كنتم انتم مع نظام بن علي .. هذا هو الفرق بيننا …كنتم مثقفي استبداد و نحن مثقفو ديمقراطية …واضح ؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
كمال الحوكي
02/09/2021 18:33
جيد وواضح.