لا نرى مستقبلا لحوار او تسويات..

الصدام مستمر والاكراهات ستحتم اساليب المرور بقوة

تصريح وزير المالية الاخير حول تعطيل مشاريع قوانين في البرلمان يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الانقسام والصراع السياسي سيستمر على قاعدة كسر متبادل للعظام وعض مستمر للأصابع في انتظار من يصرخ اولا.

جبهتا قرطاج والقصبة المتصارعتان في البرلمان وفي الساحة الوطنية لن تتوقفا عن المواجهة اذ ان كل تراجع من هذا الطرف او ذاك نحو التسوية سيكون خسارة نهائية له.

الجبهتان لا تمثلان تحالفات سياسية قوية ومتماسكة، ولكن كل جبهة ستستمر موحدة بفعل تقاطع المصالح وانقطاع خط الرجعة على مكونات كل جبهة.

جبهة قرطاج تضم استراتيجيا وبصورة ضمنية في تحالف موضوعي كلا من قيس سعيد والديمقراطية والدستوري الحر وجمعيات وتنظيمات يسارية من مشتقات جبهة الروز سابقا.

الجامع الرئيسي بين كل مكونات هذه الجبهة هو عزل النهضة (ائتلاف الكرامة؟) عن حلفائها الحاليين في وسادة المشيشي ليحقق بهذا الهدف كل طرف ماربه: ينهي قيس خصمه المشيشي… ويكسر الدستوري الحر واليسار ظهر غريمهما الايديولوجي …وتستعيد الديمقراطية هامش فعلها بين نهضة بلا حلفاء ومنظومة يمكن ان تشبك من جديد مع الجميع في حكومة يعود اليها التيار والشعب من باب الرئيس لا من باب المشيشي ولا النهضة.

الخلافات داخل الديمقراطية والذي تراهن عليه النهضة وبعض اطراف وسادة القصبة والخلاف بين مكونات احزاب جبهة الرئيس مثل الخلاف بين الدستوري والديمقراطية او غيرها من خلافات بينية لا قيمة لها كما يبدو ذلك منذ مدة اذ لم تؤدي هذه الخلافات الى تفجير جبهة الرئيس لان كل انفجار فيها سيكون خسارة لكل اطرافها.

في مقابل ذلك تبدو جبهة المشيشي بدورها مشدودة الى بعضها بمقتضى اكراهات في ادارة الدولة وفي المناخ الاقليمي والدولي الضاغط على هذه الجبهة لاستمرار وحدتها بحكم ارتباط الاستقرار في البلاد بها رغم كونه استقرارا هشا.

مكونات الوسادة ليست على قلب جبهة واحدة. فالنهضة التي تعيش تباينا في وجهات النظر داخلها في علاقة بالمشيشي وطلبة التجمع وقلب تونس تبقى غير مرتاحة ايضا الى ازدواجية موقف الكتل الحليفة مثل الاصلاح وقلب تونس والتي لا تكف عن ابتزازها في رئاسة البرلمان وحصد التموقعات في اروقة القصبة واستمرار خيوط التواصل مع خصومها في الجبهة الاخرى على الساحة الوطنية من حلفاء جبهة الروز السابقة.

التقاء جبهة القصبة على الحذر مما يمثله النزوع الاستبدادي الغامض لقيس سعيد هو وحده الاسمنت المؤقت الذي يجمع هذه الجبهة فضلا عن التوصيات الدولية الراعية لاستقرار التجربة التونسية.

بهذا التقابل بين جبهتين لا تقل احدهما هشاشة عن الاخرى سوف يستمر صراع ادارة الازمة بلا غالب ولا مغلوب الا بمن يملك شجاعة المرور بقوة اما التسوية فهي من قبيل المستحيلات السبعة … الا اذا …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات