من الشاب عبد العزيز الثعالبي ..الى الشاب بللاغة

تونس العروبية …

هذه الروح العميقة الكامنة في قاعدة الشخصية التونسية المفعمة بعزتها العروبية وانتصارها لقضية الامة هي ما يمنحنا الاحساس والأمل بأن ساكنة هذه الرقعة الصغيرة من الارض في مغرب هذا الوطن الكبير تظل مشدودة الى هويتها الكبيرة رغم عقود من محاولات المسخ والتذويب وتفكيك مقوماتها الاساسية ....

هذا شاب من المؤكد انه من مواليد الالفينات لم يعش عصر ازدهار الايديولوجيات الكبيرة والانتماء الى القضايا الكبرى التي عاشتها اجيالنا السابقة، ولكنه لم يجد طريقة للتعبير عن فرحه بانتصار فريقه الوطني على فريق المستعمر السابق الا برفع راية القضية الكبيرة لأمة صبت على رأسها كل نيران الاذلال والتهميش والتقسيم، ولكنها مازالت ترى نفسها امة واحدة …

في نفس السياق كان انتصار جماهير المشجعين العرب في مونديال قطر لكل الفرق العربية باختلاط الرايات العربية للأقطار في المدارج وفي شوارع الدوحة عند كل مقابلة يخوضها فريق عربي .انها اشارات تأكيد على ما في وجدان "الناس الما بعد سياسيين" من المحيط الى الخليج من وعي كامن بوحدة المصير …

صحيح ان النظام الرسمي العربي حين كان يتغنى بالقومية العربية مع نظم العسكرتاريا الشعبوية لم ينجح في انجاز الوحدة السياسية والاقتصادية للامة، بل لعل نظم العروبية العسكرية قد افسدت هذا الطموح ورذلته في وجدان الناس وهم يرون هذه النظم مهزومة امام العدو لا تملك غير قعقعة الخطابات وبناء المخابرات والسجون لشعوبها . ولكن في المقابل وبعد هزيمة القومجية الخاوية و تبني اغلبية حكام اخرين في هذا النظام الرسمي العربي للأيديولوجيا الاقليمية وخيارات التطبيع مع الكيان وتدعيم الانفصالية فان هذا النظام الرسمي التابع لم ينجح هو الاخر في طمس تشوف الناس واحساسهم العميق بالانتماء الكبير …

هذه الحركات الرمزية التي يطلقها الجسم العربي المثخن بجراحه واذ تصدر عن اصغر اجيال الامة اي من شبابها الذي تمارس عليه منذ عقود كل سياسات التغييب والتمييع والمسخ ؛، هذا امر يجب ان يلهم مثقفي الامة ومفكريها وقنانيها الوطنيين ويجب ان يمنح ساستها المسكونين باستمرار بهذه الاحلام الكبرى كل الامل والتصميم على صياغة المشروع العقلاني لنهوض هذه المنطقة التي تبقى قلب الارض ...على ساحتها تخاض بين الاقوياء كل حروب امتلاك العالم بتغييب لأهل الدار وعلى حسابهم و لكن على ميدانها ايضا يمكن ان يخوض سكانها الفعليون معركة اعادة ترتيبه لتستعيد امة الرسالات حقها ومكانها ...الحلم يمكن عقلنته والعقل يستطيع ان يبقى متحفزا بمثل هذه اللحظات الخاطفة من حركات الأمل…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات