الحكاية واضحة في اذهاننا ...نفهم ونتقدم : معركتنا هي معركة قضم ...صبر النمل

حسنا ...نغلق قوس الانقلاب ثم نتفاوض

يقول البعض ممن يحبون صورة العارف المطلق بالحقيقة المطلقة ان انقلاب 25 يستنفذ مهامه حين يحقق الاهداف الاربعة :

أولا : تمرير الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الموجعة .

ثانيا : فرض اصلاحات سياسية تقوم في جوهرها على اقرار النظام الرئاسي .

ثالثا : تحجيم النقابة / اتحاد الشغل.

رابعا : رد النهضة / الاسلام السياسي الى ادنى المراتب انتخابيا وصناعة عنوان سياسي موحد للسيستام بما يضمن ديمقراطية مسقفة ومراقبة .

انا لا يعجبني هذا التنجيم .

الانقلاب امتداد للمحاولات المستمرة على امتداد العشرية لإيقاف مسار نشر الديمقراطية . تسربت من خلاله القوى المنزعجة من المسار الديمقراطي والقوى العاجزة عن الحضور بالصندوق في مشهد ديمقراطي اي قوى سيستام الفساد والاستبداد الذي لم يمت .

ركبت هذه القوى هذه المرة على صهوة الشعبوية وسردية "مقاومة الفساد ومقاومة تفجير الدولة من داخلها وانقاذ الثورة الخ الخ" ( قبل ذلك ركبت صهوة الحداثة المزعومة والبورقيبية ومدنية الدولة ) واستثمرت في هشاشة المشهد السياسي واستغلت نجاح اعلام التسلط الأقلي في ترذيل الانتقال الديمقراطي ونجاحه في فرض الاستقطاب مع النهضة وتجريمها فضلا عن الغضب الشعبي من ضعف الانجاز الاقتصادي والاجتماعي ....

دخل عقل الدولة معها متاهة المغامرة وقبل بإيقاف المسار ووافقت على ذلك قوى خارجية بتعلات مختلفة وبتقاطع مصالحها المتناقضة على ضرورة وقف الانتقال وفسخ دستور 2014 ( يقولون للديمقراطيين : المشهد لم يعد قابلا للحياة ولابد من رجة ..) .

تبين سريعا ضعف الانقلاب وضعف من سانده وهشاشة من فرح به ..وظهر بوضوح تألق نخبة وجماهير ديمقراطية شريفة وقفت لمدة اشهر وحيدة في شارع الدفاع عن الحرية والمبدأ ...قبل ان يتبين ان لا مشروع للانقلاب ولا قدرة له على بناء حزام سياسي .

دخلت البلاد في مأزق واصبحت الدولة في مهب الريح تحت حكم بلا عقل سياسي .

اصبح الاستقطاب واضحا بين قوتين : انقلاب / ديمقراطيون .

في محاولة لمنع الانتصار الناجز للديمقراطية وانقاذا لتوازن القوى التقليدي في عشرية الانتقال المتعثر ( سيستام حاكم / مجتمع ثائر وديمقراطي يفرض ويقبل بتسويات محدودة ) ظهر الخيار الثالث وعلى رأسه الاتحاد واستيقظت بنصوصها النخب الرثة التقليدية للاستبداد الحاكم سابقا لتفرض على الديمقراطيين مرة اخرى تسويات ظالمة …

لا مشكل ..نتصرف على هذه القاعدة ونحاول جعل التسوية هذه المرة اكثر عدلا .. اللعبة واضحة ..

حطو النفة هانا راقدين اغلقوا قوس 25 كما تريدون فخراج الاغلاق للديمقراطية ...المطرقة والسنجاب ..مكر التاريخ …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات