عندما يكون التوتر مسيطرا يصعب التحليل بالعقل البارد ..

Photo

حول تصريح الغنوشي و رمزية الجنوب ..

مهجتي السياسية العامة كما اعرفها في اعماق نفسي و كما اكتب من عقود في سياقها ميالة الى التعاطف مع سياقات الانتظام السياسي المعارض للنظام كما تبلور مع حكم حزب الدستور و الحكم الفردي الذي تحول من بورقيبية الى نوفمبرية وصولا حتى الى ترسكله بعد الثورة في سياق النداء و مشتقاته .

موقفي من التيارات السياسية الكبرى المتخارجة عن النظام من يسار وطني و قوميين و اسلام سياسي متونس يبدو على نفس المسافة نقدا في بعض القضايا و اتفاقا في اخرى و قد قضيت و ساهمت ردحا كبيرا من زمن عمري السياسي في تيار فكري كان اول محاولة جريئة و عسيرة لبلوة سردية تأليفية بين الاقانيم الايديولوجية الثلاثة هذه ما يجعلني اقرب الى البرودة العقلية في التعامل معها .

أميل غالبا و أعتبر أن مما ينفع الناس و التيارات الوطنية الكبرى في بلدي المتحول حاليا ان توجد ثقافة " التحليل السياسي " الموضوعي التي تمنح عموم الناس و قواعد هذه الاحزاب عقولا تميز بها الخبيث من الطيب في خطابات التيارات السياسية و وجود السلبي و الايجابي متوزع بعدالة بين خطابات كل التيارات الكبرى في تونس .

الغنوشي في الجنوب أجاب على سؤال صحفي حول ما اذا كان يقوم بحملة انتخابية فاجاب بما معناه ان النهضة من الجنوب و اليه و لا تحتاج الى حملة و قد يكون المح و ان لم اسمع او افهم ذلك ان الجنوب نهضاوي .

في السوسيولوجيا السياسية التونسية و في جيوبوليتيكا هذا الوطن الصغير ...نعم ...الجنوب ليس نهضاويا بالتدقيق و لا قوميا عربيا بالضبط و لكنه نعم ...متخارج عن الدولة / النظام / المركز ...فلنقل متمرد سياسيا و ميال باستمرار الى السردية الاخرى المختلفة عن سردية " الدولة الوطنية " كما فرضتها الرواية البورقيبية في عصر الاستقلال و كما فرضها مؤتمر نوفمبر 55 في فترة الاستعمار و كما فرضها قديما المركز البايليكي في العهد الحسيني و حتى ما قبله ..

لهذه الاسباب و كلما اتيحت للجنوبي حرية الانتخاب و الفعل السياسي سيكون بالضرورة ميالا الى " تصفية حسابه " مع التاريخ التهميشي فيكون عروبيا او اسلاميا و في كلمة ديكولونياليا خارج مركزية " حاضرة " او " مركز" يلتفت اكثر الى شمال المتوسط في حين يولي الجنوب وجهه الى قبلة يرضاها يرى فيها ذاته شرقية عربية اسلامية .

هذا جيد او سيء ؟ …لا ندري …نحن نصف او نوصف واقعا …غضب البعض سخونة انتخابات لا برودة عقل تحليل ..الم يغضب يوما ناجي جلول من انحدار الدولة الى الجنوب اثناء حكم الترويكا ؟ الم يطلب محسن مرزوق من الجنوب ان يعود الى " السياق الوطني " …. حسنا ماذا قال الغنوشي بالضبط ؟؟؟،،،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات