في ذكاء الشعب الواقعي ...مخاطر الكهف الافتراضي

Photo

مش صحيح ان صناعة راي عام حاجة ساهلة على هذا الفضاء الازرق او في وسائل الاعلام التقليدية..يكفي ان تنزل للشارع و تستمع الى اراء الناس و هم يستوقفونك لابداء انطباعاتهم بكل عفوية..

ليس بعيدا عن الحقيقة القول ان الشعب التونسي ذكي ويفهم جيدا خلفيات ما يجري على الساحة السياسية.. الاحباط الذي يصيب كثيرا من المنبوذين على هذا الفضاء الازرق رغم جهودهم الكبيرة وما يصرفونه من اموال في تزييف الحقائق ووصم الخصوم دليل على ان التلاعب بالعقول لم يعد ممكنا او على الاقل ليس بالسهولة التي يتصورها البعض …

حتى على هذا الفضاء أصبح الناس يعرفون جيدا ممن يستمعون الى الحقيقة ويهملون كثيرا من الآراء التي تصدر غالبا من كثير ممن يجهدون أنفسهم للتحول الى " صناع رأي" وأحيانا بادعاء سقوف عالية في "معارضة كل شيء" ب"ثورية " مزعومة و باعتماد السباب و الاستهزاء او التجرؤ على الاعراض ...حتى فازة ادعاء انك "ضد السلطة " لم تعد مغرية جدا .....

من المهم جدا احترام تطور منسوب ذكاء التوانسة بعد عشر سنوات من الحريات السياسية وحرية التعبير ...هذا المنسوب سيتطور أكثر ...احترام هذا الذكاء يدفعك الى التفكير مرات و مرات قبل ان تكتب تدوينة او تعبر عن رأي تتصور ان " شعبويته " سترضي الناس..

"الشعب" على هذا الفضاء قد يمر صامتا امام اراء عديدة و لكنه يعبر عن مواقفه منها و حكمه عليه حين تلتقيه على ارض الواقع في الشارع فيعلن لك دون ان تكون له مصلحة عن تقييمه للاعلام و وجوهه و عن الفايسبوك و مشهوريه و عن السياسة و رموزها لتكتشف فعلا ان الوضع الفكري لهذا الشعب مطمئن فعلا و ان انتصاره لثورته و ديمقراطية بلاده موثوق منه بقطع النظر عن بعض غضبه من الطبقة السياسية التي يميز فيها فعلا بين مرتكبي الاخطاء و مرتكبي الخطايا …

أشفق كثيرا على أطراف سياسية ونشطاء واصحاب رأي يكتفون بما يرونه على هذا الفضاء من غناء واجنحتهم ترد عليهم ويبنون على ذلك مواقفهم وسياساتهم دون ان يعرفوا نبض الشارع على الارض لأنهم فعلا لا ينزلون اليه في حياتهم اليومية التي تتراوح بين هذا الفضاء الافتراضي وفضاءاتهم الراقية والمغلقة في مقاهي واماكن منعزلة …

كثير ممن اراهم يغردون على هذا الفضاء يضللون حتى احزابهم و اصدقاءهم الذين يصدقون ما يكتبه هؤلاء المغردون المقطوعون فعلا عن الواقع في عزلة " ديكارتية " مثيرة للشفقة ...في كثير من الاحيان امازح بعضهم: ان شاء الله حزبك و قياداته او الاحزاب الصديقة لك و قياداتها الي انت تناصر فيها ما يقرولكش ....و مع ذلك يصدقونهم و يقراولهم فتزداد عزلتهم و يتراكم فشلهم …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات