ما بعد الديمقراطية والحقوق : "تونس الدولة" الى أين ؟

"المحاسبة ..التحرير الوطني ..مقاومة الفساد ..مواجهة العمالة والتدخل الخارجي ..مواجهة تفجير الدولة من الداخل...مقاومة الارهاب ...الحسم في ملفات القضايا التي بقيت في رفوف المحاكم لسنوات وخصوصا قضايا الاغتيالات ..خلط الديمقراطية بالمال الفاسد والمؤامرات ...مقاومة النهضة ...مواجهة من رهنوا مصير الشعب لمدة عقود …"

هذا خليط من سرديات الثورة ومن ناصرها من تيارات مختلفة ثم سرديات من عارض الترويكا بعد ذلك باسم المنظومة النوفمبرية او باسم الحداثة العلمانية : جميع هذه السرديات ركبتها سلطة 25 جويلية ونطق بها بأشكال مختلفة الرئيس قيس سعيد ….

من هنا حصل الخلط والتعقيد وبدأت الصعوبات …الجميع يستطيع أن يجد نفسه وسط هذا التركيب السردي …والجميع يستطيع أن ينتقي من هذه السرديات ما من خلاله يساند قيس سعيد …تلك هي المغالطة الكبيرة ومصاعب الفرز حتى اذا بدأ تفعيل السردية المركبة فتم اتخاذ خصوم وانصار لها وقتها يبدا استيضاح موقعها ….

لكن كيف كنت تستطيع ان تسهل على نفسك الأمر في الأشهر الاولى كي تحسم ان الأمر هو في اخر التحليل انقلاب على الديمقراطية او هو سيكون كذلك بالضرورة ؟

دعك من صاحب المشروع السيد قيس سعيد ..كان عليك ان تتثبت في طبيعة من ساندوا 25 جويلية ونطقوا باسمه بالحماس الفياض منذ ساعاته الاولى ودون احتراز ولا تحفظ او انتظار توضح المسار ثم تبحث سريعا في حقيقة سيرهم السياسية قبل الثورة وبعدها ….وبعد أشهر من 25 انظر الى من استهدفته " الدولة " بالمحاكمات والملاحقات والتضييق ومن اي جهة هم …

الصعوبة بدأت الان اذ انطلقت محاولة متأخرة للخلط والتلبيس ولكن من السهل ان ننجو من صعوبة التمييز بمجرد التمسك بنفس المعيار وننظر ونتثبت في حقيقة أكثر المتمسكين بالدفاع عن ممارسات يتفق الجميع الان انها فعلا مخالفة لكل منطق وقانون .

لكن ليس هذا هو المشكل .

السؤال الأهم هو هل ان هذا الخلط والتلبيس في " معركة الرئيس " ضد الكل هو خلط مبرمج وبتوجيه منه ومن صميم رؤيته ومشروعه ؟ ام هو صراع بين رؤى ومصالح داخلية وخارجية….قديمة وجديدة …اصبحت في قلب الدولة ؟ …وهذا يفتح على سؤال : هل مازال فعلا هناك اجماع على فكرة "الدولة "( وعقلها ) التي كان يفاخر بها جماعة المنظومة القديمة في مناقشة المنظومة الجديدة اثناء فترة الاستقطاب الايديولوحي بين 2012 و 2013 بين الترويكا من جهة واليسار و الدساترة من جهة اخرى ؟

هذا يحيلنا الى السؤال الأهم : ما طبيعة نظام الحكم حاليا ؟ او بالأحرى : من يحكم تونس ؟ ….علينا ان نفكر نعم …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات