نفس الندابة يلزم نذكرو بيها كل مرة

لا أحد يتحدث عن مقاومة متعافية تماما تفرض إرادتها فالضريبة مؤلمة وخسائر الخريف الماضي التي تكبدتها مع جبهات الإسناد كانت موجعة وخفضت من سقوف طموحاتها إضافة الى تامر الحكام وخذلان شعوب المنطقة …

ولكن لا أحد يستطيع أن يتحدث عن مقاومة مردوعة يمكن أن يفرض احد إرادته عليها فهي قد رممت و ترمم يوميا قدراتها وتتألق في صمودها وقدراتها القتالية أمام عدو مورط عاجز في وحل غزة وفخاخ الفصائل ومهتك مرعوب من شدة اليد اليمنية الشريفة والحارة والتي مازالت تخفي له المفاجآت في انتظار تعافي جنوب لبنان وقول طهران لكلمتها الأخيرة .

لا احد يستطيع فرض إرادته عليها حتى لو كانت أمريكا التي يبدي رئيسها الشعبوي عنجهية تخفي الأزمات التي تحاصر بلده في علاقة بشارع أوروبي غاضب وقوى جديدة صاعدة يريد أن يتفرغ لمنافستها ومواجهتها قبل أن تفتك له الشرق والغرب ولا يريد أن يبقى مشغولا بنجدة مجرم حرب أعطاه كل الوقت لكنه لم يفلح إلا في قتل الأطفال والنساء باعتراف جنرالاته انفسهم .

هذا التعقيد يدركه العقل المقاوم بعيدا عن انهزاميتنا العاطفية التي تأخذ مكان انتصاريتنا العاطفية في لحظة فنكون مثل البندول ضربة على اليمين وأخرى على اليسار في مشاعر متنافرة كمن يتابع مقابلة تنس …

الأحداث تتحرك في عالم يتغير والعقول المفكرة لجبهات المقاومة تقارب وتسدد ...وكل ما تمارسه المقاومة على صعيد السياسة يجب أن تتم قراءته بهذه القدرة على فهم التعقيد والتغيير وقد كان من المطلوب منا البناء على هذا الذكاء والاستفادة منه في معالجة أمورنا المحلية لنكون في الخطوط الخلفية في بلداننا البعيدة مؤهلين لدعم قدرات المدافعين علينا في الخطوط الأولى عوض أن نبقى مجرد فيراجات حماسية تصرخ وتصمت .

ليس المطلوب أن نغرق حينا في الزغاريد الصاخبة الحمقاء لننتقل سريعا أمام كل عثرة الى النواح الحزين ...نعم قد يصيبنا أحيانا إحساس بالخيبة أو امل فائق عالي السقوف ...لكن المطلوب هو عقل بارد يدرك أنها معركة طويلة لا يبدو أبدا أن امتنا تنهزم فيها رغم ارتفاع الضريبة والفضل في ذلك لرجال وعقول تحسن الحرب والسياسة وحواضن تحسن التضحية والصمود في جبهات التماس ..وقد كان يمكن أن تنتصر هذه الأمة بأسرع مما نرى لو أنجزنا نحن ما علينا في جبيهات العمق ( تصغير جبهة) لنكون خير سند لهم عوض الاكتفاء بالمراوحة بين الزغاريد والنواح في متابعة ملاحمهم وننسى إعداد أسوار بيوتنا لنحمي ظهورهم .

المفارقة في هذه الأمة أن فيها محاور تنتصر وأخرى تنكسر وبينهما فارق عقول وإرادات نبيهة وأخرى كسيحة ..فلينصرهم الله وليرحمنا نحن …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات