لقاء حافظ و الغنوشي : السير الانتخابي على رمال متحركة

Photo

من المؤكد ان اللقاء بين رئيس حركة النهضة مع المدير التنفيذي للنداء حدث فارق في مشهد ما قبل انتخابي يطغى عليه الغموض و الترقب .

تبلور مشهد الحكم منذ اشهر على قاعدة ما اعتبره البعض نهاية لتوافق الباجي / الغنوشي و اتجاه الترتيب الجديد لعلاقة النهضة ب" الدولة " على قاعدة توافق مفترض بين النهضة و الحزب / المفترض لل" ادارة " الذي يقدر كثير من المتابعين انه سيكون " نداء 2019 " بعد تشظي " نداء 2014 " و ما قبلها .

هذا الترتيب الجديد ذهب بعلاقة الباجي / غنوشي الى تخوم " الحرب الصامتة " التي استل فيها الشيخان بهدوء " الذئاب " الهرمة كل سيوفهم ليذهب الصراع نحو التبادل اليومي للضربات تحت الاحزمة و على الرؤوس و العيون في مواجهة لا يملك اي من الطرفين قدرة على استشراف نتائجها في وضع من غموض الاوراق التي تمسك بها كفا المتقابلين في لعبة " رامي " ثقيلة الايقاع و ملفوفة بحذر مرعب وسط صمت المتابعين من المتفرجين من قيادات الشيخين المتجمعين بلا حول و لا قوة حول طاولة يقف لاعباها في وضع " بلوك " مطول .

حركة يوسف الواثق من طريقه المفتوح جعلته في وضع اسراع مثير لريبة الشيخ النهضاوي الذي يرمق خطوات الشاب المتعجلة و لكنه يبصر فيها كثيرا مما لا يطمئنه في نفس الوقت الذي يتابع فيه شيخ قرطاج الذي " يطقطق " ورقتيه في وضع بين هزيمة ظاهرة و قدرة انقضاض مفترضة و غير مستحيلة في وضع لا يكون فيه الفراغ حول النهضة دائما مريحا لها لما يمكن ان يثيره هذا الفراغ من استحثاث لنشاط " الخصوم " المتربصين نحو تحالفات اكراه قد تعصف بما راكمته نهضة شيخ مونبليزير من اوراق قوة داخلية و خارحية قد لا تصمد طويلا اذا اصبحت قوة مستفزة لعجوز قرطاج الجريح و باقي خصوم " الاسلام السياسي " السائر على رمال متحركة لا تستقر فيها ارجل حركة مازال يطلب منها الكثير و لو أصبحت " اسلاما ديمقراطيا " لمح واحد من قياداتها " العارفين بالمطلوب الدولي " انه هو نفسه اسلام لا حق للحركة فيه اصلا .

شيخ قرطاج يعلم أيضا ان ملاعبة صديقه باللكمات ليست خيارا استراتيجيا مربحا و ان بعض انتصار و كثيرا من الهزيمة نتيجة معقولة و مطلوبة من رعاة انتقال توافقي ليسوا ميالين الى التفريط في عصفور نهضاوي في اليد من اجل عصافير متفرقة على شجرة جرداء لا تبيض و لا تزقزق و ان لم يكن مطروحا ذبحها شرط ان لا تطلب اكثر مما تنتجه حاليا من رفرفة اجنحة متكسرة .

المشهد التونسي المطلوب استقراره يبقى في التحليل الاخير مشهد توازن الضعفاء اللازمين كلهم لصناعة " عالم " و ما يطلبه " الراعي الدولي " ان يؤكد الضعفاء بأنفسهم المكانة التي يستحقونها في المشهد عبر خوض الصراع التمهيدي بكل الوسائل من اللكمات غير القاضية ( فليس القضاء على الخصم مطلوبا في مشهد يحتاج " الكل" وظيفيا ) الى التسويات و المخاتلات لمن استطاع اليها سبيلا .

لقاء حافظ / الغنوشي ناقوس جولة اخرى يدق و استراحة ملاكمين في زاوية الحلبة في انتظار دوران الحسناء بلوحتها معلنة رقم الجولة اللاحقة ...ننتظر و نرى .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات