سوف تأتي حشود من 50 دولة للتجمع على حدود غزة إن سمح لهم طبعا النظام المصري ..عندها سيكون انطلاق جديد لتبدأ التداعيات التي طالما انتظرها المقاومون ..
عندما انطلق 7 أكتوبر ؛ أقبلت البوارج الأمريكية ..لم يكن قدومها لحماية الكيان فترسانته والقواعد كانت كافية لحمايته ...إنما جاءت لحماية الاستقرار السياسي ...ضمان الستاتيكو ...كان هناك خوف من هبة الشعوب وسقوط نظم واهتزاز نظام إقليمي بإرادة شعبية لا تريد أمريكا تغييره إلا بإرادتها وهندستها …
بعد اشهر قليلة من الطوفان تبين أن شعوب المنطقة قد نجحت خطط الاشتغال عليها في السنوات الماضية : ترذيل التغيير والتخويف منه وترذيل النخب الوطنية والطبقة السياسية بتياراتها الإسلامية والعلمانية بإفشالها في زواريب الحكم والمعارضة وإغراق الشعوب في الخوف على امنها وغذائها وبهندسة الصراعات على قاعدة الفتن الأيديولوجية والمذهبية والطائفية …
شوارع بلدان الطوق كانت محيدة تماما ...انقلاب السيسي عصف بالإخوان ودجن القوى القومية والديمقراطية واخترق نقابات المحامين والمهندسين وضرب سريعا كل نتوءات ومحاولات الحراك الشعبي لمساندة الطوفان ...في الأردن سارع النظام بحل الجبهة الإسلامية واتهام الإخوان بالإرهاب في رسالة " لطيفة " كي يلزموا حدودهم وهذا ما تم ...النظام السوري البعثي المرتبك رفض تحريك الجبهة ...وفي باقي الدول العربية كانت عودة التسلطية بارزة ومستشرسة في مواجهة الحياة السياسية والجمعياتية والتي تم بقتلها حل كل الانتظامات القادرة على تعبئة الشوارع …
بقي الشارع اليمني الحي وتحركت جبهات الإسناد في لبنان والعراق وهي دول مازومة بطبعها ..فتم الاشتغال على القيادات والرموز وكانت اغتيالات الصيف والخريف الماضيين ضربة قاصمة زادت في إحباط الشوارع وصمتها …
لكن هذا الصمت كان صمت الغصة والألم والإحساس بالخيبة وغياب القيادات والقدوات والتنظيمات الوطنية المعبئة ولهذا السبب نراه الآن ( هذا الصمت ) يخرق شيئا فشيئا بأشكال انتظام أخرى وغير تقليدية ليلتحق الشارع العربي بصخب الشوارع الغربية الحرة التي لم تصمت ...لكن صخب الشوارع العربية لن يسند فقط غزة ...بل ربما يغير المعادلات كلها في المنطقة ..