طبائع الاستبداد ..صناعة المتمجدين و اعداء انفسهم ..

Photo

في ضرورة تبدل الأجيال ..

أقرأ لبعض الأصدقاء نصوص لوعة و أسى من ممارسات سابقة لأبناء قراهم الصغيرة و أولاد عمومتهم في نصرة المستبد عليهم في سنوات الجمر عبر الوشاية و نقل المعلومات و محاصرة عائلاتهم دون اعتبار لقرابة الدم و حرمة الرحم و شهامة الانتماء …

و تظهر حكايات مثيرة للعار و الخجل من خال بصب الصبة ببنت أخته و ابن عم يلاحق ابن عمه ارضاء للمستبد و اعلانا للولاء ...و في سياق شبيه يستغرب كثيرون من حرص مستضعفين و مهمشين و مفقرين على تجديد فروض الطاعة و ادهاش الملاحظين من استمرار " جينة الطحين " فيهم تجاه من مارس قمعه و تهميشه و احتقاره لهم و لجهاتهم على امتداد عقود طويلة …

في طبائع الاستبداد يجري الكواكبي تحليلا نفسيا لهذا النوع الرديء من البشر الذين يصنعهم الاستبداد و يفسد فطرتهم و يحولهم الى صرعى دائمين للاستعباد و الاستعداد للذل و الاستمتاع بالدونية و خدمة الباطل و " مسح الجوخ " بلهجة اهلنا المشارقة …

هذه النوعية من البشر لا ينفع العقار ما افسده الاستبداد فيها و لا دواء لها إلا انتظار حكم الزمن فيها كي تنقرض كما يفرضه قانون البيولوجيا ...هناك لحظات تغيير يستحيل فيها كل اصلاح جزئي للفساد فيأمر الله انبياءه بأن يتركوا تلك الارض و اولئك البشر ممن حقت فيهم كلمة الله لينجز فيهم التاريخ حكمه بالإزالة …

يجب ان نقتنع أحيانا بضرورة انتظار اجيال جديدة من الناس و الكائنات الحية و الغازات و الجمادات ..اي انتظار خلق جديد تتبدل به الاحوال دفعة كاملة ..سنة الله و التاريخ و لن تجد لسنة الله تبديلا …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات