من إعصار خليج المكسيك إلى محتشد رجيم معتوق

من الطرائف الحزينة في هذا الوطن الكئيب أن إعصار أيدا في خليج المكسيك رفع سعر خام برنت إلى أكثر من 72 دولارا، الحزن ليس هنا، بل في أن الميزانية المجهولة للدولة التونسية بنيت على فرضية مضحكة بـ 45 دولارا لسعر النفط،

أما الكآبة فهي أن كل دولار زائد عن الفرضية يكلف الميزانية نظريا حوالي 130 مليون دينار تونسي سنويا باسم الدعم (اضربهم في 27 دولارا تعطيك قرض دولي)، حسنا، لقد نسي الجماعة مسألة الميزانية التكميلية التي كان يفترض أن تعد في مارس الماضي لإصلاح حماقات السياسيين ومحاولة معادلة مداخيل الدولة مع إنفاقها الملكي على نفسها، لكن هذا لا يهم أحدا هذه الأيام، لأنه ليس هناك حكومة أصلا، وبقية التفاصيل أصبحت تهز إلى رجيم معتوق على رأي أحد الأصدقاء،

لكني سأقولها ومنها أن عندنا رئيس لا يفرق بين سعر طن الحديد وسعر "بار ستة"، وبما أني خرجت عن النص، ونحن صرفنا صرفنا ثم إني لن أكون وحدي في رجيم معتوق، بل مع ثلة من خيرة ما أنجبت تونس، فإني محبط لإحساسي أن المخرج التلفزي لزيارات السيد الرئيس الذي يتقن توظيف التصوير الفضائي بالدرون يعتقد أن الحرس الوطني يمكن أن يفضوا مشاكل الاقتصاد التونسي، رغم أن كل زيادة في سعر النفط ليست فقط فسادا في الميزانية يحتاج إلى التحيل للخروج منه، بل سوف تزيد من غرق المصنع الوطني للوقود STIRوالموزع الرئيسي AGIL وتحته منظومة النقل العمومي كلها ومعها ميزانية الوقود في الدولة الإدارية بأسطول سياراتها الملكي، والله أعلم، سيدي الرئيس، مع تحياتي لرجيم معتوق،

توضيح: جاء في تقرير إعداد ميزانية الدولة 2021: "ومن المنتظر أن يبلغ معدل سعر برميل النفط "البرنت" لكامل سنة 2021 مستوى 45 دولارا للبرميل مقابل 43 دوالر للبرميل محين لسنة 2020"، ص 9.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات