في انتظار دورك أمام أسنان الماكينة الجبارة

ثمة من يتعاطف مع الرئيس السابق المنصف المرزوقي بلغة الشفقة الحذرة: "حتى كان اختلفنا معاه، ما سرقش وما ضرب حد"، وهي مقارنة لا مبرر لها أصلا لأنه لا أحد ضغط عليك للتبرؤ منه تقربا للسلطان كما كان يحدث في زمن بن علي،

ثم هو تعاطف بائس لا يجرؤ على مقاربة المشكل الحقيقي وهي مسألة مبدأ وشرف: شرعية المحاكمة، الحق في المحاكمة العادلة، رفض توظيف القضاء في مثل هذه الأيام الحالكة لمحاكمات الرأي والمحاكمات الاستثنائية، وهو مبدأ تطالب به لخصومك قبل أصدقائك وجماعتك حين "تطيح بهم" وتستفرد بهم الماكينة الجبارة للدولة لترحيهم فيما أنت تتذمر من غلاء الأسعار لأن قمة مطالبك تتعلق بالبطن وليس بالحقوق الإنسانية الكبرى وأولها العدالة إلى أن يأتي دورك أمام أسنان الماكينة، فلا تجد إلا من يقول في أفضل الحالات: "يا مسكين، والله الساعة كان طيب"، ثم ينسونك لأن الملك عقيم وليس له أصدقاء،

ثم، ثمة شعبوية الغوغاء المتفشية كما في كل المجتمعات المأزومة في استعادة خطاب قاذورات بن علي منذ ثلاثين عاما: "ما هو عميل لقطر"، تقول له هات دليل، "الناس الكل تعرف، كان أنت ما تعرفش؟ يظهر لي فيك مش صحافي أصلا"،

لا يحتاج الغوغائي إلى أدلة أو عقل أصلا، فقط التحريض الجماعي مثل قطيع الكلاب البرية، يعني أنه حتى على الصحفي أن يكون مثله ضحية غبية لحملات التشويه مدفوعة الأجر فيردد بذاءات شبكة التشويه التاريخية التي نعرفها،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات