كل ما تحتاجه هذه البلاد الكئيبة هي ضربة صغيرة

أنا كتبتها بعد الـ The happening* متاع 25 جويلية 2021 بقليل: "سنذهب في هذا الأمر إلى آخره"، ليس لأن السيد الرئيس تحدث عن الكارثة ولم يتحدث عن حلولها بل لأنه لم يقدم لنا أية خطة لإصلاح الاقتصاد ولم نر حوله أصلا فريقا لإصلاح الاقتصاد ولا القانون، كما أنه لم يعدنا بشيء لأنه لا يعرف أي شيء وليست له خبرة في أي شيء، حسنا إن مقولات من نوع أن الأولاد كتبوا الدستور على الجدران أو غزوات خلع دبو البطاطا بالرشكلو أمام الكاميرا أو معمل الحديد بطائرات الدرون في المغرب،

فهذه استعراضات فلكلورية وصلت منتهاها لأنه كتب دستوره وحده وقرر أعداء الوطن والحرية والاحتكار وقال من يدافع عنهم فهو منهم وانتهى الأمر، أكتب هذا وأنا "واحل" حقا في طريقة العودة إلى بيتي، كما وحلت صباحا منذ أن قال لي قاطع التذاكر في محطة المترو "ما نعرفش وقتاش يجي، بره شوف حل آخر"، وهو نفس الجواب في المستشفى والتعليم والقباضة حيث قالوا لنا وكنا أكثر من خمسين شخصا: "الريزو طايح، تحب تستنى تفضل، تحب تمشي بالسلامة" وفي المستشفى: "ما ثماش دواء، برا للفارماسي المقابلة جيب كومبرس وسيروم ومن بعد امشي للكلينيك على السكانير، هنا هنا قريب من جهة اليمين"،

التعليم؟ 140 دينار شهريا للتلميذ بين دروس خصوصية ونسخ دروس ومصاريف "سرقة" من الانترنيت لملفات المدرس، بقيت لنا "الزبلة" حاشاكم، هي متراكمة في الأنهج حتى المطر القادم لتسد المجاري والطرقات، في بلد، كل واحد يفعل فيه ما يريد، هذا الصباح، وأنا ألاحق البرمي المفكوك في مقر شرطة المرور بالمنصف باي، كان عمال يغرقون في محتويات بالوعات المراحيض حول مقر شرطة المرور، لماذا تخلطت مياه المراحيض مع مياه الأمطار؟ هل تعتقدون أن ثمة من ذهب للجواب على هذا المشكل الذي قد يجلب لنا الكوليرا؟ لا أبدا؟

هذا الصباح أيضا، وأنا أقاتل من أجل وسيلة نقل، واحد أوقف سيارته الخردة التي ليس فيها الحد الأدنى من الأمان ويستحيل أن تجتاز الفحص الفني على عرض مأوى ثلاث سيارات أمام عمارة تجارية، قال له مواطن لم يجد مكانا "علاه خويا؟ الباركنغ فارغ قدامك"، أنا ما فقت به إلا وقد خنقه وضربه مع عبارات لا يمكن كتابتها عن أمه وأبيه وأش دخل التيييييت متاع التيييييت متاعك؟ وتوه تييييييت لي فيه أنت والقانون؟ القانون خلاه لك بوك هنا؟

كل ما تحتاجه هذه البلاد الكئيبة هي ضربة صغيرة لمساعدتها على الانهيار الأخير، وقتها نعود إلى فيلم The happening، حيث تحتاج البشرية مثل هذا البلد الكئيب إلى ضربة من الطبيعة لإعادة ترتيب هذه الفوضى،

The happening*: فيلم أمريكي حول تهديد غامض للبشرية أدى إلى انتحار الناس وقتل بعضهم البعض، يكشف الفيلم أن الطبيعة والأشجار خصوصا قررت تأديب البشر بإطلاق غازات سامة للدفاع عن نفسها.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات