بعد أكثر من عشر سنوات، تعود خرافة التعويض المالي للإخوانجية عن سنوات السجن وتطعيمها ببعض الأسماء اليسارية من باب خلط قرط العلف بالحلوى لصيد الحيوانات الشعبوية، وبعد كل هذا الزمن، تعود أيضا "تهمة الاستثراء" ضد السيد صحبي عتيق، تكره أو تحبه، أمورك، لكن ليس من المعقول وهو في السجن منذ عامين أن يروج الأنذال أنه "امتلك فيلات في حدائق المنزه بالبيسين" في ظل صمت السلطة العمومية التي تعرف من يمتلك ماذا؟ إذا كانت عنده أملاك، صادروها يا أخي على ذمة القضية؟ وإلا فليذهب من يروجون هذه الأخبار الزائفة إلى المحاسبة،
اليوم يعيدون تدوير تهم بائسة ضد وزير الفلاحة محمد بن سالم، أحدهم نشر هنا بكل ثقة أنه تدخل لتسهيل دخول صفقة واحدة 10 آلاف عجل إلى ضيعة صاحبه برشوة في تونس، "العجل المريض" الوحيد هو صاحب الخبر وقد أصاب خلقا كثيرا طاحوا يسبون محمد بن سالم وبعضهم يخترع سرقات لم يرها الحاكم الذي فتح حربا عمياء على الفساد وعثروا عليها هم بدينار لايت في فايسبوك.
واحد هنا عنده متابعين كثر، أعلن عن بدء العمل في أكبر حقل طاقة شمسية في العالم في القيروان على بمساحة 5700 هكتار من اللاقطات الشمسية، قالك 2250 جيغا، يكتب بالضراط التقني، المخدرات السيئة فقط تتيح للإنسان نشر مثل هذا الخبر الذي يقوم على 200 هكتار باعتبار اللوجستيك والمرافق و200 ميغا ، تماما مثل خبر التعويضات، اسألوا أي مستشار في المصالح العمومية عن الإجراءات التي يجب اتباعها لإخراج أي مليم من الخزينة العامة باسم "التعويضات"، سيموت ضحكا.
من قلة الخيول سرجنا الكلاب، فأصبح شذاذ الآفاق هم مصدر الخبر، يجب أن نبكي على نكبة الصحافة والإعلام الحر الذي في مقدوره أن ينهي البارازيت وهي التسمية التقنية للإشاعة في الصحافة وعلى أوهام ملايين الناس الذين يأخذون هذيان "العجول المرضى" على أنه حقائق في غياب صحافة حقيقية، ماذا لو تم إنجاز استقصاء صحفي على أملاك مسؤولي النهضة مثل يخوت سمير ديلو ومعمل الياجور متاع علي العريض وسلسلة متاجر حمادي الجبالي، هي مسألة مصداقية تصنع على أعوام، ليست فرسنة وقتية، ولا بطولات افتراضية هنا،
في 2013، غادرت جريدة الشروق بعد عركة تاريخية، بلا أي فخر وهذا ليس زمن أمجاد مهنية أصلا، عرضت عليّ مواقع عمل وثروات مقابل ترويج أخبار أعرف جيدا أنها فاسدة، مقابل ثروات مالية لإنسان لم يعد له أجر شهري قاري ولم أفتخر بها أبدا، أحيانا الخبر الفاسد الواحد من عشرة أسطر مقابل 1500 دينار: المرزوقي يسكر ويضرب جنّان القصر بالراتو، الأمن الرئاسي يشتكي من طلبات المرزوقي لتأمين رؤية عشيقته وهي حلاقة في المرسى أو من شهوته في جلب الحمص المقلي "كمية" لشرب الخمر في القصر، ثمة من "الزملاء" من نشر هذه النميمة السامة في تونس طمعا في العسل من مؤخرة البوزنزل لكني أعرف الدكتور المرزوقي في رابطة حقوق الإنسان وأتذكر أنه أطردني في 1991 من المقر لأنه ضبطني أدخن سيجارة على عجل قبل الندوة الصحفية قريبا من الشباك لعدائه للتدخين، تكرهه أو تحبه، لكنه لا يدخن ولا يشرب الخمر وهو يحافظ على حياة صحية، كما أنه على حد علمي رجل يعيش حياة زوجية مستقرة ولم يحدث لنا أبدا أن سمعنا عن زوجته حتى اسمها،
أما حتى اليوم، ثمة من يعتقد أن الرئيس المرزوقي كان يشرب, الخمر ويضرب جنان القصر وعنده عشيقة حجامة، ودليل ذلك "كان أنت ما تعرفهاش؟ متأكد أنك صحفي؟"، الهدف كان قتل الصحافة الموضوعية وتعويضها بمرضى عجول محمد بن سالم، موقفي منذ 2013 كان مهنيا: استثمروا في إعلام وطني ذي مصداقية ليقاتل الأكاذيب التي تحولت إلى حقائق ذات رأس صحيح، الذين نصحتهم وتوسلت إليهم فضلوا التحالف مع خماج الإعلام التونسي، والله غالب على أمرهم وربي يخفف عليهم،