في تعريف أفضل إعلامي وأفضل معالج وسط فوضى الحواس

المنظمة الوطنية لرواد الأعمال تمنح زهير الجيس جائزة أفضل إعلامي لسنة 2023"، والله بقيت نكذب في الخبر وأقول ربما فدلكة ماسطة،

ما هو في تاريخ الصحافة، قرأنا أن رئيس تحرير في صحيفة أزاهي شيمبون اليابانية التي تسحب 11 مليون نسخة يوميا، انتحر على طريقة "هارا كيري" الشنيعة التي تعني "تمزيق الأمعاء بسكين" لمسح عار الهزيمة لأنه اكتشف أن أحد المحررين كان يغشه بنشر أخبار قديمة على أنها جديدة، كبرنا على أن الصحفي الذي يتورط في نشر خبر زائف يكفر عن ذنبه الذي لا يغتفر بالاختفاء على الأقل وليس بنيل الجوائز،

ثم خويا؟ أنت مازلت تستغرب شيئا في هذا الوطن الكئيب؟ ثم قلت: أكيد، هذه الجائزة من أجل قضية الـ "ميات مليار دولار" التي غابت عن كل الصحفيين المحترفين من ذوي الخبرة والكفاءة، ثم إن استدعاء ممثلي جمعية في وسيلة إعلام ليس مزية يقوم بها سي "الإعلامي" على المجتمع فيردون له التحية بتتويجه أفضل إعلامي لأنه واجب مهني تفترضه الظروف والتطورات، عندما يكون عندك ما تعطيه معنى في الأحداث فأنت تفتك مكانك في الإعلام، غير ذلك يعتبر تبادل منافع، اسمه تضارب مصالح، في 34 عاما من المهنة لم أسمح لأحد ممن كتبت عنهم أو استضفتهم أن يدفع لي ثمن قهوة فما بالك بأن يتوجني أفضل إعلامي، أش دخله أصلا في تقييم عملي؟

نحن إزاء مشكلين كبيرين ينتجان عن فوضى الحواس والمعاني: ما معنى إعلامي؟ هل هو صحفي محترف؟ منشط؟ شخص هرب من مهنته الأصلية فوجد متنفسا في الصحافة دون أي التزام بقوانين المهنة وأخلاقها؟ وما دخل الجمعيات في تعريف أفضل إعلامي؟ وفق أي مقياس مهني وصناعي؟ يعني أنا مثلا: أنشئ غدا على عجل جمعية وأبدأ بمنح جائزة "أفضل معالج" (للهروب من تعريف مهنة طبيب) لشخص يزعم أنه يعالج (حاشاكم) دفعة واحدة العقم والسرطان والروماتيزم والفدة والصفراء والغدد الدرقية والفشل الجنسي والكوفيد وسرطان الأظافر؟

طبعا، ثمة دائما من سيقول إن مثل هذا النص هو بسبب الغيرة لأننا فشلنا حيث نجح هو، أصلا نحن لسنا "إعلاميين" ولا نعترف بهذا التوصيف الفضفاض الذي ينفذ منه شذاذ الآفاق وقشارة المهنة ولا نهتم بالجوائز، نحن نمل العمل اليومي بدأنا كلنا حياتنا المهنية محررين متربصين تحت إشراف كبار المهنة وحافظي خبراتها وقواعدها وأخلاقها وتدرجنا فيها بكتابة تاريخ البلاد الحقيقي في مقالات بالأحرف الأولى فقط من أسمائنا، ويفقد الواحد منا قدرته على النوم خوفا من الخطأ المهني الذي يعني فقدان الشرف، من هناك إلى فوضى جائزة أفضل إعلامي، وكأن البلاد بلا أمالي وبلا معنى لمهنة الصحافة، صحة خويا، إنه زمن الفوضى،

عاما من المهنة

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات