ما هي كلفة استمرار حكام الدول العربية؟

ترامب لا يستطيع أن يطلب من كندا أو النرويج أو الدانمارك كلفة الدفاع عنها لأنها دول تستند إلى تاريخ وشرعية شعبية ودستورية وإنسانية دولية، فيها حكام يأتون بإرادة الشعب لمدة محدودة ويغادرونها سعداء بحماية شعوبهم، لا يستطيع أن يطلب ذلك من الدانمارك التي تساوي نصف مساحة الإمارات العربية المتحدة وخمسين جزءا من مساحة السعودية، ترامب يطلب ذلك فقط من الخليجيين لاعتقاده أنها ليست دولا بل شركات نفطية عائلية قام أعوان مخابراتهم بتأسيسها ورسم حدودها وحمايتها من شعوبها، قبل زيارته لجمع "الإتاوة" من الخليج، سبقه ابنه إريك ترامب فجنى في أيام 10 مليارات دولار عائلية دون اعتبار الصفقات المؤجلة والأعمال تحت الطاولة، يليه نسيبه جاريد كوشنار، عراب الصهيونية العقائدية والعائلية وهو يعمل وسيطا مع العائلة واللوبيات الكبرى من أجل صفقات مالية لا غير، تحت إشراف الأساطيل الأمريكية المقيمة في مهمة ودية من نصف قرن في مياه الخليج،

تكلم لوبي السلاح الذي يصنع السياسة: أيضا يجب أن تشتروا خردة الأسلحة الأمريكية بعشرات المليارات من الدولارات مع ملاحظة: لا يمكنكم تشغيلها إلا بموافقتنا، ضد اليمن؟ ممكن، وإلا تصدأ في منصاتها ومخازنها، في المقابل، يمكن أن نخفض الضغط على إيران لكي تكتسب أسلحة تهددكم؟ نريد أيضا استثمارات لشراء سندات الخزينة الأمريكية: إنقاذ الديون الفيدرالية والدولار إذا ما تأخرت الصين. الحديث الآن عن 3 تريليون دولار من المال الخليجي في أمريكا؟ يجب أن نعود إلى هذا الرقم، أكثر مما توقع ترامب، ثمة من يريد أن يصيبه بالذهول لمدى استعدادهم لشراء غروره المرضي حتى إن تمسك بتحويل غزة ورفح إلى منتجع للعراء السياحي وأرسلت إسرائيل سكانه التاريخيين إلى المقابر الجماعية،

في المقابل، تحاول السعودية مثلا أن تقدم طلبات خجولة أو غير حقيقية: السماح لها بتخصيب اليورانيوم، مستحيل إسرائيليا وفي قلب السلطة الأمريكية، هذا قد يقع بين أيدي أشخاص معادين في السعودية، بعد عشر، عشرين سنة،

قطر التي سيبدأ بها زيارته، عرضت عليه مقبلات فاخرة قبل الطبق الرئيسي: "طائرة شخصية" لا يملكها أحد غير حاكم قطر بقيمة 400 مليون دولار، تحلم بها أية دولة عربية فقيرة لإنقاذ نفسها من الجوع والفوضى، مزايدة "التقديمات" تنتظر ما يمكن أن تعرضه الإمارات للمزايدة على رضى السيد ترامب، هل يمكن أن تفاجئنا؟

لنبدأ من طائرة قطر: ثمنها يكفي للقضاء على المجاعة في السودان حيث تتفضل عليه بعض الأمم الكريمة بعشرين أو ثلاثين مليون دولار "للطحين" ودول عربية بالسلاح للقتل والفتنة وتدمير الدولة والمجتمع، أما 3 تريليون دولار التي ينوي السعوديون ضخها في الاقتصاد الأمريكي فهي كفيلة بالقضاء على الفقر والأمية في العالم العربي، تحويل الفلاحة العربية إلى الاكتفاء العربي والتصدير، صناعة مجتمع الرخاء والعلم، تمويل المدارس والجامعات وإيقاف انهيار جدران وسقوف المدارس على التلاميذ، لذلك وقعت الثورات العربية بدأ من تونس ومصر وليبيا وصولا إلى سوريا ولذلك تم إجهاضها وتحويلها إلى اقتتال داخلي ومأساة حتى يحن العبيد إلى زيارة ترامب،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات