سعداء بما نحن فيه

هل تتذكرون "الأكاذيب الحقيقة" التي جعلوكم تشربونها في ظل ضجيج الفوضى العامة في 2012 وما تلاه وتتعلق كلها بالسخرية من فكرة الثورة والديموقراطية والحريات وتتهم من يناصرها بنيل تعويضات طائلة وتوظيف الارهاب؟

هل تذكرون كيف اصبح بوليسية مكسرون واعوان سجون مطلوبون للقضاء يظهرون في التلافز مسلحين بوثائق سرية وتسجيلات استماع لا احد قال ان مجرد امتلاكها هو جريمة دولة؟

لم تكن أكاذيب شجاعة، بل خفية يتم تزريفها في الخلفية مع نقاشات عبثية leurres للتعمية عن الكذبة الأصلية التي اصبحت حقيقة لا أحد يكذبها، يقول لي الناس: "ياخي كان انت ما تعرفش الشيء هذا؟"، باهي, ها قد عدنا لصناعة الأكاذيب الحقيقية المؤسسة لأسطورة جديدة،

الفارق انها اكاذيب لا تجتهد حتى لتكون مقنعة، لهزال المجتمع وهوان المناضلين على الناس، اننا سوف نشربها ونصدقها، وتذهبون الى الاستفتاء سعداء بما انتم فيه على رأي الشاعر محمد الصغير اولاد احمد:


سعداء بما نحن فيه *****واسعد منا بياض الورق

سعداء بان اصابعنا بترت*** قبل صنع الربابة ثم البزق

سعداء بأقلامنا نشتريها ملونة *** فاذا كتبت نز منها عرق

سعداء بأشلاء افكارنا في المجازر نيئة

دمها يتسيب فوق الرصيف*** وثمة نافذة انتبه ايها النعل او تنزلق

سعداء بان لنا شفة واحدة ****وبقايا كلام نزق

سعداء بحكامنا يرجعون الكلام الى الحلق ***كي نختنق

سعداء بضل الغراب ***المحوم فوق الشفق

سعداء ويسعدنا ان جرذاا صغيرا ***يرافقنا في سواد النفق

سعداء بجيش يحاربنا وحدنا*** منذ خمسين عاما الى الان لم نتفق

سعداء برائحة السوق حوت دجاج كوارع *** بيض مخارق حمص زبيب حبق

سعداء بهذا الذي بين اضلعنا ***مازال برغم الرزايا يدق

سعداء بان لنا موعدا عند شامتها ***بعد وصف العنق

سعداء بلا سبب هكذا بعد منتصف العمر والصبر *** من حق شمعتنا ان تذوب وان تحترق

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات