نار الكاهية صالح في الإذاعة العمومية، هناك حيث طموح الصحفي أن يصبح كاهية،

وبما أننا ما زلنا في اليوم الثاني لعيد الإذاعة، فمن المهم التذكير أن الإعلام بصفة عامة خاضع لقانون الشغل والاتفاقيات المشتركة وأن الإعلام العمومي خاضع لقوانين أساسية وهي أفضل من حيث الضمانات الاجتماعية والمالية، لكن قانون الشغل والاتفاقيات المشتركة أكثر دقة من حيث تثمين الجانب الصناعي "سر النجاح" في مهنة الصحافة الموروث عن قانون 1936، حيث رئيس التحرير، هو رئيس صناعة المحتوى، صحفيين وتقنيين وإداريين، هو رئيس العمل والمسؤول المباشر عن جودة العمل ونتيجته وتأثيره على الموازنات المالية والتجارية للمؤسسة،

وبالتالي هو المسؤول عن حاجته وتحمل مسؤوليته في الانتداب وعن نوعيته وعن العراك مع الإدارة حول المواصفات الصناعية للإنتاج والمعارك الكبرى وحرية الإعلام وعدم تدخل الإداريين فيه، بما يترادف مع رتبة مدير عام في مؤسسات عمومية أخرى،

لكن في القطاع العام، يرد ذكر رئيس التحرير في القانون الأساسي بصفة شخص غامض لا مسؤولية له، لا في الإبداع ولا في تردي الإنتاج، هو مجرد موظف بسيط بلا امتيازات تذكر إزاء امتيازات الكواهي والمديرين يرأسه موظفون لا علاقة لهم بصناعة المحتوى أو اختصاصاته، وليس له مكتب خاص، أو أسرار مهنية ،أو خطط، أو مكان اجتماع ولا حتى حاسوب خاص به،

وفق المنطق الإداري البيروقراطي، كان نجح، هذا لا يهم أحدا، وكان فشل، لا مشكل لأنه يمكن أن يستمر، أكبر طموحات الصحفي المبدع في الإعلام العمومي أن يصبح "كاهية" لأي مسؤولية لأجل المنافع المالية للرتبة البيروقراطية، وليس أن يصبح صاحب مشروع إعلامي ولا صانع محتوى، والكاهية في ثقافتنا هو الكاهية صالح، كاهية عامل الكاف، شيطان القايلة الذي قتله الناس وتركوا بعده أغنية "ناره ناره نارين، ناره مات هواوي"،

والكاهية كلمة تركية وهي رتبة شيطانية في السلطة للإيقاع بمن فوقها، مجرد استعمالها اليوم يدل على عقل متخلف، وحوكمة بيروقراطية تآمرية لا تؤمن بالمسؤولية والنتائج، خصوصا حين تخضع الجميع، أكفاء مبدعين مع أغبياء متآمرين متسلقين لنفس السلم الوظيفي الأعمى، حيث يعود الترفع فضيلة، للتميز عن التملق والتسلق البيروقراطي،

بالمناسبة، في قانون الشغل، يصبح الصحفي رئيس تحرير بعد 17 عاما في المعدل، إن نجح في تغطية حروب أو كوارث طبيعية أو إدارة فريق من الصحفيين في أزمة كبرى، يمكن تخفيض سنوات الخبرة إلى 15، رئيس التحرير هو أولى الناس بالتكريم، إذا نجح، وبالرمي بالطماطم إن لزم الأمر، ولن يفلح بعدها أبدا، على عكس كثير من رؤساء التحرير في الإعلام العمومي، يفشل من هنا، يردوه من هنا، والله من وراء القصد،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات