عن زمن الكرانكة، مثل زمن المماليك

"وفاة ثلاثة مهاجرين تونسيين غير نظاميين في إيطاليا اختناقا بعد اشعالهم النار للتدفئة داخل مأوى مهجور احتموا به توقيا من البرد"، لم تقتلهم وحشية البحر ولا جشع المهربين ولا إجرام العالم السري للهجرة، حدث يخفي الكثير من التفاصيل الدرامية،

كم من الأعمال الصحفية والوثائقية كان يمكن استخراجها من هذا الوضع الكارثي حيث يختفي أكثر من سكان مدينة متوسطة "100 ألف ساكن" سنويا من بر تونس، هربا مماذا؟ أي حلم مقابل أكثر من 5 آلاف دينار مقابل الرمي قبالة شاطئ إيطالي؟

ثم، وهم يتحلقون حول النار التي قتلتهم، أي شيء كانوا يقولونه تعبيرا عن أكثر من نصف الخيبة؟ بأي قوة خارقة جمعوا المال وواجهوا دراما البحر والطبيعة ثم عنف الواقع وبعده عنف الطبيعة، إلى أين يذهبون؟ كيف يعيشون هناك؟ ما نسبة من ينجح منهم وما مصير البقية؟ هل أن الوضع في تونس سيء إلى درجة تحمل كل هذه المأساة؟

حسنا، منذ أن تولى "الكرانكة" أمر الإعلام في بلادي أصبحنا نتابع أخبار بلادنا وأبناء بلادنا في وسائل إعلام الخارج، خصوصا حين يكون الكرانكة من حثالة ما أنتجت بلدي، أسوأ من المماليك، ثقافة ووعيا، أصبح حلم الصحفي الجيد أن يأتيه عرض عمل من مؤسسة إعلامية أجنبية حول وطنيه، اللعنة عليهم،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات