ملعقة في فم التونسي

Photo

التونسي أصبح يعتبر الاحتجاج والرفض أداة تعبير مبدئية، حتى قبل أن يفهم وحتى في أشياء لا يفهمها، السائد أنه يجب أن "تهبّط الدولة على ركبتيها" ثم تتحادث معها، يكفي عشرة أشخاص لإغلاق طريق وطنية، المطالب: "نحيلي المعتمد"، يعزل أخذا بخاطر الجمهور، "نحيلي المدير العام"، أكيد، من يعوضه سيتعلم الدرس منكم، "نحيلي الوالي"، حاضر من أجل السلم الاجتماعية، "نريد 1500 موطن شغل الآن"،

حاضر، "نريدها في القطاع العمومي"، هل في هذا شك؟ "نحبوا كلية طب"، طبعا، هاي بلاكة الحجر الأساسي، "نحبوا مطار"، طبعا، وفيه نزل وحانة ومرقص أيضا. وعلى قدر تسرع المطالب وعبثيتها يتسرع السياسيون في إطلاق الوعود غير الواقعية، طالما لم يتوقف العقلاء في هذه البلاد عند الخطأ التاريخي في الاستثمار العمومي الأعرج والمراهنة على اقتصاد الريع والاحتكارات والمركزية البيروقراطية والرخص التي تراجعت سلطتها إلى أقل من نصف الاقتصاد لكي تسلم الباقي للمضاربين ومبيضي الأموال.

أيه وبعد؟ " من بعد، نغلق الطريق"، نوقف مصلحة عمومية توجع الناس الذين يوجعون الدولة"، في النهاية يقولون لك: "الدولة ما عملت لينا شيء"، لكن لا أحد يقول: "وماذا فعلت أنت؟ صاحب صوت ناخب منحته مقابل كسكروت أو ولاء إيديولوجي"، لأننا فهمنا أن ثورة "الفقراء والمهمشين" هي أن يصبحوا أداة تعطيل وفوضى، بدل أن يصبحوا أداة اقتراح وفعل وبرامج،

كثير من التونسيين عادوا إلى فكرة أنه على الدولة أن تفعل كل شيء، وأنه عليها أن تشغل في وظيفة عمومية كل خريج جامعة أو مؤسسة تكوين، صحيح أن الفساد وسوء التصرف ينخران الدولة، لكن هذا لا يعني أن ننتظر أن تتولى الدولة صنع الطعام العمومي المتنوع وتفتح لهم أفواههم وتضع فيها الملعقة، وإلا علاش عملنا ثورة نحن؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات