3 آلاف دجاجة في ستة أشهر يعني 30 ألف دينار

في تونس، ثمة ثلاثة أنواع من دجاج التربية (Elevage en batterie): دجاج المزرعة وأخواتها، مجمد لعدة أيام، يوصف بأنه فاقد للطعم، يباع حاليا بمعدل 8.5 إلى 9.5 دنانير للكيلو مع ارتفاع جنوني للاسكالوب إلى قريب من لحم البقري، ثم الدجاج إلى يباع حيا إلى المتاجر التي تذبحه وتنظفه، حاليا بـ 9.5 دينار في المعدل،

مذاق أفضل عادة، النوع الثالث، هو ما ترونه في الأسواق الشعبية حيث يباع الدجاج حيا بـ 6.500 من المؤسسات الصغيرة، عادة ينتهي إلى نفس كلفة النوع الثاني مع احتمال أن يكون من الدجاج "الشارف" غير القابل للطبخ أي الإناث التي تخلصت منها المصانع لنهاية حلقة البيض عندها،

باهي: عندنا الكثير مما نتعلمه من المجتمعات التقليدية التي داهمتها صناعة الدجاج فقاومت هذه الظاهرة في غرب إفريقيا وخصوصا آسيا وبعض دول أمريكا اللاتينية، حيث يمكن تربية الدجاج بصفته مصدرا رخيصا للبروتين الحيواني وجعله ماليا في إمكان الأسر الفقيرة دون الخضوع إلى احتكارات المجمعات الصناعية التي تجعل من كلفة تربية الدجاج أكثر من كلفة تربية الإنسان وبمخاطر صحية تتصدى شركات عالمية لإخفائها،

ظهرت صناعة الدجاج في تونس منذ قرابة 40 عاما، لكن لم تظهر في مواجهتها أية محاولة ذات معنى في تربية الدجاج بالطريقة التقليدية كما هو منذ ملايين السنين، حيث يعيش على ما في الحقل وما يبقى من استهلاك العائلة ثم هو جزء من سلسلة الإنتاج الفلاحي: دوره أن يحد من الحشرات والزواحف وينتج للضيعة سمادا خاصا،

إن خمسة هكتارات فقط من أرض عادية يمكنها إعاشة 3 آلاف دجاجة في ستة أشهر، دون أي شيء مما تفرضه صناعة الدجاج من استثمارات تجهيز المكان والكهرباء والأدوية وهرمونات النمو والعمال وخصوصا العلف المستورد، 3 آلاف دجاجة في ستة أشهر يعني 30 ألف دينار في 2: 60 الف دينار سنويا، هذا رغم أن آخر فروج عربي رأيته في سوق دشرة نبر، لا يزيد وزنه عن كيلو، طلب صاحبه: 27 دينارا، ليست مشكلة اقتصاد بقدر ما هي مشكلة ثقافة،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات