طالما نحن نوزع الحقوق الإنسانية الكونية حسب الوجوه فلن نفلح أبدا…

طالما نحن نوزع الحقوق الإنسانية الكونية حسب الوجوه فلن نفلح أبدا، لأن كل واحد منا هو ثور أبيض في انتظار تغير سبب الافتراس، لوحدة السبب والجهاز، موقع جريدة الصباح وجد من الشجاعة المهنية ما يكفي لنشر استغاثة زوجة القيادي في حركة النهضة الصحبي عتيق حول الوضع الصحي الخطير لزوجها، أنا أحب أن أذكر أن كل البشر أبرياء ولهم كل الحقوق الأصلية المترتبة على مبدأ البراءة إلى أن تثبت إدانتهم في محاكمة تضمن لهم كل شروط المحاكمة العادلة،

أنا "خريج ثلاثة أعوام سجنا" في سجون وطني من أجل مظاهرة، في أجمل سنوات عمري حيث اكتشفت أن كل أموال الدنيا لا يمكن أن تعوضك عن الحرمان من احتضان أطفالك أو أمك، كل أموال هذا العالم لا تساوي ليلة عيد في السجن في حياة مظلوم، رأيت آباءا أسوياء يعودون إلى السجن بعد الزيارة ليقطعوا شرايين رقابهم وأذرعتهم، ليس لأنهم مجانين أو مرضى، بل حزنا، لأن السجن هو أحد أسوأ الأشياء التي اخترعها الإنسان، لأنه ضد الطبيعة،

وعليه، فإن السيد الصحبي عتيق بريء في نظر القانون والعدالة إلى أن تثبت إدانته في محاكمة عادلة، وفي الأثناء وفي الانتظار، فإن سجنه مثل سجن أي شخص لم يثبت أنه يمثل خطرا على أمن الناس ولم يتوفر لدى المدعي العمومي ما يفيد أنه قد يهرب للتفصي من المحاكمة العادلة أو قد يؤثر على سير الدعوى، فليس هناك أي مبرر، من حيث المبدأ لإيقافه في السجن فما بالك بتركه يموت بإضراب جوع احتجاجا على مخالفة الإجراءات الجزائية،

إذا قلت لي: "إخوانجي يستاهل، ماهو شرا الكيوسكات الكل في حي التضامن، عنه مشروع ضخم في حي الانطلاقة وغير ذلك" فنحن ننتميان إلى وطنين مختلفين، أنا أنتمي إلى وطن يحلم بالحقوق الأساسية وبالمحاكمة العادلة وبأني لست مطالبا بأن أثبت لأعوان الدولة أو القضاة أني بريء بل عليهم هم أن يثبتوا أني مذنب وفي الأثناء، أظل بريئا إلى أن يقنعوا القضاة النزهاء في محاكمة عادلة بأني مذنب، لأني أعيش في وطن حلم يعتبر الحياة، حتى حياة الحيوان والنبات، أقدس ما في هذا الكون الواسع الذي قام على حفظ الحياة وعلى الكرامة والحرية،

الآن، ماذا لو حكم القضاء ببراءة المتهم بعد كل ذلك العذاب والمحنة؟ ماذا سيحدث؟ هل ثمة من سينشغل بالاعتذار له أو التعويض أم بالسخرية بكم كيلو النضال مرة أخرى؟ أم ستنتظر حتى تكون أنت الضحية الموالية؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات