البقية تفاصيل

أعرف أنها صعبة التقبل لأنها ضد التيار ولأنه لا يمكن حصرها من باب النزاهة في عركة "إسلام رجعي/حداثة"، لكنها الحقيقة: ما حدث في تونس في 2011 كان أشد عنفا من زلزال تركيا وكانت ارتداداته ستصل إلى جذور أكثر العروش العسكرية والمالية استقرارا: التداول السلمي على السلطة والحكم الرشيد والحريات العامة وكرامة الفرد،

كان محاولة أولى للخروج من حكم العسكر والمحررين المزيفين في حروب لم تحدث أبدا، لذلك كانت الثورة التونسية à abattre مهما كان الثمن، 10 آلاف قتيل؟ 100 ألف؟ المهم تحويل فكرة الثورة في حد ذاتها إلى توأم الفقر والفوضى والإجرام والإفلات من العقاب والتسيب وعطالة الدولة والخدمات، كانت ثمة مقولة ساخرة: "ستون ليلة مع سلطان جائر خير من ألف ليلة بلا سلطان؟"، ليكن؟ سنمنع أي سلطان غير سلطان الدولة العميقة، الحقيقية والوحيدة،

لقد عملت وسائل إعلام كثيرة على تحريك مشاعر حنين قطيع الخرفان إلى الاسطبل والراعي وكلابه بالحنين إلى الأب الحامي الرئيس الأبدي وعائلته الحنون التي كانت تجلب لنا الموز بثلاثة ألاف،

ليكن، كانوا أقوياء مستعدين وكان معهم الفلوس والقوة الصلبة الحقيقية والاستعداد لأكثر الخسائر شناعة، الكثير من الفلوس والإعلام والذين لا يعرفون حياة غير "كان ما عملت شيء توه تروح" والذين يركبون على أحلام الناس لترويضها وتحويلهم جميعا إلى الاسطبل، الباقي كله تفاصيل، هم أذكياء، يعرفون صناعة المعارك المزيفة، تسميم الرأي العام، اختلاق معارك عرقية ودينية، إطلاق parasite في الفضاء العام عملية سهلة لا تحتاج سوى أغبياء في الإعلام، اليوم أصبح الـ parasite أكثر من الأخبار،

نحن لا نتعلم من تاريخنا الحديث، هل حدثكم أحد عن حرب اليمن 1962-1970 التي خلفت بين 100 ألف و200 ألف قتيل يمني و26 ألف قتيل مصري وألف قتيل سعودي؟ أي، والحرب الطائفية في لبنان؟ و20 ألف قتيل على الأقل في مدينة حماه السورية 1981 بعد حصار 27 يوما بقيادة الجنراليسيمو العائلي رفعت الأسد الذي ليست له أمجاد غير إبادة السوريين لتأبيد حكم عائلة الأسد والذي قضى بقية عمره في جنة ديموقراطية فرنسا بعد أن اختلف مع أخيه الرئيس، أعطوني دولة عربية في كرامة الإنسان في الحدود؟

ما حدث في تونس كان في الشارع، لا جنرال ولا ألوية مدفعية الميدان ولا الكردوس الرابع عشر للمشاة الآلية يزحف حاليا نحو قصر الرئيس، ولا مليشيا ولا والو، شعب اقتنص لحظة الانتصار على الخوف وجنرال رئيس خانته هو وقادته الشجاعة لمواجهة الناس، وهذا شيء غير مسبوق، خروج الناس إلى الشارع بذلك النسق كان جريمة غير متوقعة، يجب إبادتها كفكرة بربطها بالفساد والفوضى والخوف والإجرام والتسيب وانقطاع المواد الأساسية، وإيصال الناس إلى القناعة العامة أن "سحرة مدينة سالم" هم من يحتجون ويعارضون، هم الآخرون المختلفون من حيث اللون والثقافة، أعطونا الطاعة نعطيكم الأمن في الاسطبل والقهوة والحليب والسكر، بالتقسيط المريح،

البقية تفاصيل،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات