السكة الثالثة: لماذا لا أحد يحدثكم عنها؟

أحمد فؤاد نجم عن حالنا: من هنا سكة ملامة (فلوس صندوق النقد بشروطه الذابحة) ومن هنا سكة ندامة: نبقى على ما نحن فيه من عجز متفاقم بين مداخيل الدولة وإنفاقها إلى أن نفلس ونأكل بعضنا، باهي: هل ثمة سكة ثالثة؟

أي طبعا، وأي واحد اشتغل على أرقام الميزانية يعرفها وهي بالمناسبة لا علاقة لها بالاسلام السياسي أو الحداثة والدولة المدنية التي ليس فيها ذكر الاسلام وخصوصا بالنظام الرئاسي المطلق والحكم القاعدي وإعادة اختراع الدستور : التخفيض في الضرائب المباشرة مع إنهاء الامتيازات الجبائية والتهرب الضريبي والاحتكارات الكبرى وإخضاع الموانئ إلى المراقبة الحقيقية وتحرير الاستثمار من بيروقراطية الإدارة،

إجبار المؤسسات المالية على التوقف عن ابتزاز الناس وتطبيق القانون وفسح المجال لتمويل الاستثمار بشروط عادلة، إعادة رسم الخارطة الفلاحية لنعرف نزرع ماذا وأين وبأية كلفة ثم نشر قائمة في كل أراضي الدولة وأسماء مستغليها ونتائج استغلالها، التوقف عن تدمير التعليم بالخيارات العشوائية وبدء إصلاح شامل يبدأ من الأساسي واعتبار الدروس الخصوصية جريمة جزائية،

إخضاع الصحة العمومية إلى قواعد الحوكمة الرشيدة والرقمنة الكاملة والقضاء على التسيب واللصوصية والارتشاء، ضبط خطة عشرية لتعميم النقل العمومي وكهربته مع نسبة إدماج صناعي محلي تفوق 80%: صيانة، ثم تركيب، ثم صناعة، وفي الصناعات المستقبلية: إطلاق خطة للتدقيق الطاقي والنجاعة الطاقية ثم مراكز صيانة فصناعة محركات الكهرباء والهيدروجين وجعل ذلك اختصاصات في التكوين المهني والجامعي،

أنا لست سياسيا وهذا ليس برنامجا انتخابيا، وهو لا يتجاوز قيمة وقت كتابته إذا لم يقترن بأكثر شيء مفقود في تونس والعالم العربي وهو تطبيق القانون على الجميع بنفس الطريقة، لأن السلطة في العالم العربي تقدر على تدمير أية أفكار جميلة لاعتمادها على الولاء بدل الكفاءة، وسوف تكتشف أن نسبة كبيرة من المكلفين بتطبيق القانون ينتمون إلى السلطة التي تعول على ولاءهم مقابل إعفائهم من تطبيق القانون، وهم يتبادلون خدمة الإعفاء من القانون فيما بينهم للحفاظ على مصالحهم التي تتراوح من عدم رفع سيارة تركها صاحبها فوق الرصيف إلى أكبر الصفقات العمومية والاستثمار العمومي وصفقات التوريد العشوائي دون دفع الديوانة ومنع توريد السيارات المستعملة مرورا برخص الشراب واستيلاء مقهى مساحته 20 متر مربع على 500 متر مربع من الرصيف والمعبد أيضا،

من هنا سكة ملامة بالتمادي في الاقتراض المهين ومن هنا سكة ندامة بالذهاب إلى الفقر والإفلاس الوشيك، لكن لا أحد يحدثك عن الحلول الحقيقية،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات